أياما قبل حلول يوم 12 ربيع الأول من السنة الهجرية، تستعد العديد من الأسر المغربية للاحتفال بعيد المولد النبوي. وإذا كان إحياء هذه الذكرى يختلف من منطقة إلى أخرى بمختلف جهات المملكة فإن ما يميز مختلف مدن الجهة الشرقية، وخاصة وجدةالمدينة الألفية، هو الاحتفال بطقوس خاصة تستعمل فيها المفرقعات والصواريخ الصناعية والشهب النارية وغيرها من «المواد المتفجرة» الخطيرة أحيانا والمزعجة كثيرا، في جميع الأماكن وأغلب الأوقات حتى ساعات متأخرة من الليل. وعبّر العديد من الآباء والأمهات في اتصالاتهم ب«المساء» عن تخوفهم من استفحال هذه الظاهرة التي لا علاقة لها بالدين الإسلامي السمح الذي ينبذ العنف، والتمسوا من السلطات المسؤولة الأمنية والمحلية والمنتخبة والتربوية التدخل العاجل بعمليات تحسيسية ومنع ترويج هذه المفرقعات والضرب بقوة على مستعمليها، لما تشكله من أخطار على السلامة البدنية والصحية وحتى النفسية لجميع المواطنين صغارا وكبارا، تلاميذ و مدرسين، في المنازل أو في الطرقات، دون الحديث عن الأضرار المادية التي تتسبب فيها كاحتراق الملابس وتمزيقها. «أيعقل أن تلقى علينا مفرقعات وتنفجر وسط المنازل أو في الأحياء من طرف صغار أو مراهقين وحتى كبار، فقط ليستمتعوا، بطريقة سادية، بقفزاتنا ونطّاتنا وهروبنا للاحتماء، دون الحديث عن أخطار إحداث عاهات للمصابين في الأذن والعين وحروق في البشرة...»، يصرح ل«المساء» الحسين غنان، أحد الأطر التربوية التي تعاني أسرته من هذه الظاهرة المشينة التي لا علاقة لها بعاداتنا وتقاليدنا في الاحتفالات الدينية بل هي ظاهرة دخيلة عليها. نُقِلت أستاذة بثانوية عبد المومن التأهيلية بوجدة، صباح يوم الجمعة 12 فبراير الجاري خلال الحصة الصباحية، على وجه السرعة إلى مستعجلات المركز الاستشفائي الفارابي بعد تعرضها لحادث خطير تمثل في قذفها بمفرقعة قوية داخل الفصل أثناء قيامها بواجبها من طرف أحد التلاميذ. وتسبب الحادث للأستاذة في توتر نفسي قوي أعقبه انهيار وإغماء، عاين طبيب المستعجلات حالتها وقرر الاحتفاظ بها لما يزيد عن ثلاث ساعات من أجل إنعاشها وتخفيض حدّة الضغط الدموي الذي سجل ارتفاعا مقلقا، مع العلم أن الأستاذة تعاني من مرض السكري ومضاعفات قلبية... ونفذ أساتذة الثانوية صباح يوم السبت 13 فبراير 2010 وقفة احتجاجية رمزية لمدة 15 دقيقة عبروا من خلالها عن تضامنهم المطلق مع الأستاذة الضحية واستنكارهم للسلوكات العنيفة والمسببة للعنف التي يتعرض لها العاملون بالمؤسسة، كما عبروا عن نبذهم للعنف داخل المدرسة العمومية التي تعيش ترديا خصوصا على مستوى شروط الأداء التربوي.