كشف نجل الرئيس الموريتاني المخلوع سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله تفاصيل مثيرة حول الانقلاب الذي قاده الجنرال محمد ولد عبد العزيز ضد والده. وقال محمد ولد سيدي، في حوار مع «المساء»، إنه توقع حدوث الانقلاب قبل وقوعه بحوالي ساعة بعد قرار الرئاسة إقالة الجنرالات الذين دبروا الانقلاب، ولهذا طلب من شقيقه أن يغادر القصر الرئاسي، فيما فضل هو البقاء مع والده. وبالفعل، يقول نجل الرئيس الموريتاني، «فقد أتت فرقة من العسكر تتكون من حوالي 10 ضباط وطلبوا من الوالد مصاحبتهم». ويروي محمد ولد سيدي كيف أن والده رفض مصاحبة ضباط هذه الفرقة من العكسر حين قالوا له إن «الجنرال يريد أن يقابلك»، فرد عليهم بالقول: «إذا كان الجنرال يحتاجني فليأت إلي بنفسه»، غير أن الضباط، يقول نجل الرئيس الموريتاني، قالوا لوالده إن لديهم أوامر باصطحابه، وإذا رفض فإنهم سيلجؤون إلى استخدام القوة، حينها رافقهم إلى وجهة غير معلومة. ونفى محمد ولد سيدي أن يكون هذا الانقلاب من تنفيذ المؤسسة العسكرية، فهذا الانقلاب بالنسبة إليه هو من تدبير شخص واحد هو الجنرال محمد ولد عبد العزيز الذي يتحكم في الحرس الرئاسي منذ 20 سنة. وحول ما إذا كان الرئيس سيدي محمد ولد الشيخ أخطأ عندما أقال الضباط الأقوياء في المؤسسة العسكرية، قال نجل الرئيس الموريتاني إن الدستور الذي صوت عليه الموريتانيون بكثافة يمنح الرئيس صفة القائد الأعلى للجيش، وهو ما يعني في نظره أن والده يمتلك صلاحية إقالة أو تعيين هؤلاء الضباط أو غيرهم، مشيرا في هذا السياق إلى أن هؤلاء الضباط الذين تمت إقالتهم هم الذين خرجوا من ثكناتهم وطلبوا من البرلمانيين عرقلة عمل الرئيس وحكومته حتى لا تكتشف حقيقتهم. من جهة أخرى، قال نجل الرئيس الموريتاني إن والده لو أراد البقاء في السلطة لبقي، إذ كان يكفيه أن يعطي هؤلاء الضباط ما يريدون ويمكنهم مما يحلو لهم ولن يمسوه بشيء، مضيفا أن والده كان يتوقع أن يتم الانقلاب عليه واعتقاله ورغم ذلك وقع قرار إقالة الضباط دون خوف. أما عن الاتهامات باختلاس وتبذير المال العام التي وجهت إلى زوجة الرئيس الموريتاني، فيقول محمد ولد سيدي إن «الانقلابيين هم الذين يحكمون اليوم البلاد، فليأتونا بوثائق تثبت هذه الاتهامات». إلى ذلك، قال نجل الرئيس الموريتاني إنه فخور بوالده لأنه، حسب قوله، أثبت أنه شجاع ولا يريد السلطة لذاته، «فحين عرقلوا عمله، ولم يتركوا له الفرصة لتطبيق برنامجه الذي انتخب على أساسه رئيسا فضح أسلوبهم». نص الحوار ينشر غدا