في أيام الشتاء، تشتد البرودة وتقل حركتنا، وهذه التغيرات الجوية تؤثر في حياتنا ، فيغلب عليها نوع من الكسل الركود، كما تؤثر على سلوكنا الغذائي، حيث تزداد الشهية للأكل ويزيد الإقبال على مختلف الأطباق الدسمة، فتجد الفرد منا يأكل رغبة منه في الحصول على طاقة أكبر تمنحه الدفء اللازم في جسده، ذلك أن هناك فئة من الناس يؤثر الجود البارد على شهيتهم فتزداد شراهة، ونلاحظ هذه الظاهرة عند فئة كبيرة من الناس، ذلك أن الذين يعانون زيادة الوزن يستعصى عليهم اتباع حمية، خصوصا الحميات القاسية، في هذا الوقت من السنة على الخصوص. والسؤال المطروح هنا هو: لماذا تزداد شهيتنا في فصل الشتاء والخريف؟ يتم شرح السبب من خلال عاملين، أولهما قناعه الفرد بفكره أنه كلما أكل أكثر، كلما منحه ذلك دفئا أكبر لمواجه البرد، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يرى الباحثون أن التعرض لضوء الشمس الساطع يزيد من إفراز مادة «السيروتنين»، وهو موصل عصبي مهمته نقل الإشارات العصبية إلى المخ، لتعزيز الشعور بالراحة والسعادة. وخلال فصل الخريف والشتاء يقل إفراز هذا المركّب نتيجة قلة التعرض لضوء الشمس خلال فصل الشتاء، مما يعطي الشعور بالإحباط وزيادة الشهية للطعام، خصوصا الحلويات والدهون التي يشكل تناولها عند البعض مصدر انتشاء وفرحة ستنقلب، حتما، إلى شعور بالذنب، إذا تسبب ذلك في زيادة غير متوقعه في الوزن . ويمكن التحكم في كل هذه العوامل، من برودة وقلة حركة وإقبال على الطعام بقدر أكبر يجعل الإنسان عرضة لزيادة مفاجئة في الوزن، رغم كل ما سبق ذكره من عوامل محفزة على الأكل، وبالتالي زيادة الوزن للحصول على ما يكفي من طاقة، وفي نفس الوقت، تجنب زيادة الوزن، التي قد لا يتم الانتباه إليها إلا بعد حلول فصل الربيع والصيف، بعد أن يتم التخلص من الملابس السميكة أو ارتداء ملابس أخفّ تلفت انتباهنا وانتباه الناس من حولنا إلى هذه الزيادة في الوزن، التي قد تكون صادمة ومفاجئة، تدفع من يعاني منها إلى اتباع ريجيم قاس، استعدادا لحلول الصيف. وبهذه الطريقة، يدخل الإنسان في حلقة مفرغة، تبدأ بزيادة الوزن والريجيمات القاسية وقد لا تنتهي. أسماء زريول أخصائية في علم التغذية والحمية [email protected]