قتل أول أمس السبت أربعة أشخاص وجرح 17، حسب نقابيين وشهود، عندما أطلقت الشرطة النار على متظاهرين احتجوا على ما اعتبروه إهانة لسيدة في مدينة الكاف شمالي تونس، في وقت أوقفت فيه السلطات شرطييْن على خلفية مصرع سجينيْن احتراقا في مدينة سيدي بوزيد، التي اندلعت منها شرارة الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس زين العابدين بن علي. وقال نقابيون وشهود إن مئات المتظاهرين هاجموا مركز شرطة في الكاف احتجاجا على صفع المسؤول الأمني فيه سيدة جاءت لتقديم شكوى، فأحرقوا سيارة أمن وأحرقوا المركز، وردت قوات الأمن بفتح النار لتفريقهم. وقالت وزارة الداخلية التونسية إن شخصين قتلا، أول أمس السبت، في مواجهات بين متظاهرين والشرطة في مدينة كف شمال غرب تونس. ورغم هشاشة الوضع الأمني بعد ثلاثة أسابيع على سقوط نظام زين العابدين بن علي، فإن الحكومة قررت تخفيف حظر التجول ساعتين. وراهنت الحكومة التونسية، أول أمس السبت، على تحسن الوضع الأمني، فعمدت إلى التخفيف مجددا من حظر التجول، لكنها تبقى متيقظة في مواجهة وضع أمني واجتماعي لا يزال مضطربا بعد ثلاثة أسابيع على سقوط نظام زين العابدين بن علي. وأفادت مصادر نقابية في المدينة بأن ما يتراوح بين 200 و300 شخص تجمعوا أمام مقر الشرطة للمطالبة برحيل مدير الشرطة المفوض، خالد غزواني. وتطورت المظاهرة إلى مواجهات عندما قام مفوض الشرطة بصفع متظاهرة، مثيرا غضب المتظاهرين الذين حاولوا اقتحام مركز الشرطة، ثم أضرموا فيه النار. وردت الشرطة بإطلاق النار، فقتل متظاهران في التاسعة عشرة والتاسعة والأربعين من العمر، وفق المصادر ذاتها. وأصيب كذلك ثلاثة متظاهرين بجروح ونقلوا إلى المستشفى في تونس، كما نقلت وكالة الأنباء التونسية عن مصادر نقابية. وأكد وزير الداخلية التونسي فرحات الراجحي وفاة المعتقلين، معتبرا ذلك جريمة قد يقف وراءها أنصار النظام السابق.