نزلت حشود غفيرة من المصريين، صباح أمس، إلى ساحة ميدان التحرير، وسط القاهرة، للتظاهر في ما أسموه «جمعة الرحيل»، مطالبين بتنحي الرئيس الحالي محمد حسني مبارك عن السلطة. وقد رفع عشرات الآلاف من المحتجين في ميدان التحرير شعارات تدعو إلى إسقاط الرئيس ورحيله ومحاكمته، ورردوا هتافات تقول: «يسقط، يسقط حسني مبارك»، و«ارحل، ارحل زي فاروق، الشعب منك بقى مخنوق»... وأكد المتظاهرون في هتافاتهم على شعبية وشبابية الثورة، مرددين: «ثورتنا، ثورة شعبية، ثورتنا ثورة شباب»، و«إحنا شباب حنحرر مصر». و«التغيير جاي وبأيدينا بلادنا راح ترجع لينا».. فيما ذكر شهود عيان إن «البلطجية»، بمساعدة عربات تابعة للأمن، يحتشدون على ميدان التحرير وأن المتظاهرين يستعدون للمواجهة والمضي في طريق مطالبهم حتى النهاية. وأكد الشهود وجود مجموعات من «البلطجية»، مدعومة بقوى أمن تحت أعين الجيش، تمنع وصول الدواء أو الغذاء إلى المحتجين، ووصل الأمر -وفق شاهدة- إلى حد الإلقاء بالإمدادات في نهر النيل ومنع وصول الماء والغذاء والدواء إلى المحتجين. وكانت تقارير إعلامية قد أشارت إلى أن حصيلة المواجهات التي تواصلت أمس بين «بلطجية» مؤيدين لنظام مبارك وبين المحتجين، بلغت 10 قتلى، في وقت ذكرت مصادر ل«الجزيرة» أن شخصين قُتِلا وأصيب 300 آخرون في إطلاق نار على المتظاهرين في الميدان. إلى ذلك، دخلت واشنطن في دراسة «خطط» مع مسؤولين مصريين، تمهيدا لرحيل الرئيس المصري حسني مبارك فورا، ونقل السلطة سلميا إلى حكومة انتقالية، يرأسها نائب الرئيس، عمر سليمان. ورغم أن مبارك رفض التنحي عن السلطة، متحديا مظاهرات عارمة في البلاد كلها، وصلت إلى يومها العاشر، فإن مسؤولين أمريكيين ومصريين يفكرون في «سيناريو» يتمثل في قيام سليمان، المدعوم من الجيش، بعملية تنقيح الدستور. وترمي هذه الخطة إلى كسب دعم المؤسسة العسكرية المصرية، في أفق تشكيل حكومة انتقالية تشارك فيها أحزاب المعارضة و«الإخوان المسلمون»، بهدف الشروع في عملية تقود إلى انتخابات حرة ونزيهة في شتنبر القادم.