اعتقلت، مؤخرا، عناصر من الشرطة الوطنية الإسبانية الجاني، الذي سبق أن أطلق عيارا ناريا بحي «برينسيبي» بسبتة، ضد مغربي، مقيم بمدينة الفنيدق، يدعى إبراهيم أكداش. ووفق مصادر أمنية، فإن الأمر يتعلق بشخص من مدينة سبتةالمحتلة، له عدة سوابق قضائية أطلق النار على عامل البناء المغربي، خلال انهماكه في العمل، حيث فوجىء إبراهيم بشخص لم يشاهده من قبل في حياته، يوجه له طلقة نارية من سلاح ناري، اخترقت الجهة اليسرى من عنقه، وقبل أن يطلق الجاني رصاصة أخرى في اتجاهه تدحرج المغربي بعد إغمائه في منحدر ليفر الجاني ويتركه لحاله. ووفق نفس المصادر، فقد تمت إحالة الجاني (م.م.م.) على القضاء بتهمة محاولة القتل بسلاح ناري، بعدما توصلت الشرطة إلى معرفة هويته استنادا إلى إفادات شهود عيان كانوا بالقرب من مكان الحادث. وكانت «المساء» قد نشرت قصة الضحية المغربي، والتي كشفت خلالها عن زيف الادعاءات الإسبانية بضمان حقوق الإنسان وتقديم المساعدة لشخص في خطر، مثلما كشفت عن استهتار ولامبالاة السلطات الإسبانية بالتحقيق في جريمة تتعلق بمحاولة القتل بواسطة سلاح ناري في حق إبراهيم الذي يقيم حاليا في مدينة الفنيدق. مأساة إبراهيم, الذي يشتغل في قطاع البناء بمدينة سبتةالمحتلة والبالغ من العمر 54 سنة، ابتدأت يوم 13 دجنبر الماضي، حينما كان منهمكا في بناء منزل بحي برينسيبي المعروف بكونه «أخطر حي في سبتة» و«غيتوها» لمغاربة سبتة، حيث تعرض لإطلاق الرصاص عليه من طرف شخص مجهول. وقدم عدد من الأشخاص لمعاينة الأمر فوجدوا إبراهيم مضرجا في دمائه فنقلوه فورا إلى مستشفى مدينة سبتة. هذا الأخير، يصفه في تقريره الطبي، الذي تتوفر «المساء» على نسخة منه، «بكونه مغربيا مصابا بطلق ناري في العنق، أحاله مجهولون على المستشفى، ولا يتكلم اللغة الإسبانية». الغريب في الأمر أن الطاقم الطبي للمستشفى «لم يكلف نفسه عناء استخراج الرصاصة من عنق المغربي»، حسب قول زوجته ل «المساء»، حتى يتسنى للأمن الإسباني معرفة عيار الرصاص، أو دوافع الجريمة، والتعرف على هوية الجاني، «فقط لأن الأمر يتعلق بمغربي، كان يعمل بشكل غير قانوني في قطاع البناء هناك»، تقول مصادرنا. بعد ذلك سيتم إشعار الضحية بضرورة مغادرته المستشفى والرصاصة داخل عنقه، على «أن يعمل على استخراجها في بلده ثم يأتيهم بها للتعرف على نوعها وعيارها !!». فخرج المغربي، الذي يتحدر من مدينة إيمنتانوت، ويقيم في مدينة الفنيدق، شبه مطرود، ولوحده من المستشفى، وكان في حالة يرثى لها، حيث امتطى دراجته الهوائية، ليعبر الحدود ويصل في حالة جد خطيرة إلى غاية منزله بحي «رأس لوطا» الشعبي بالفنيدق. أغمي مجددا على الضحية، فيما أصيبت أسرته بحالة من الهلع جراء ذلك، إذ لم يكن في علمها أي شي عن الحادث. وقامت الأسرة بنقله فورا إلى مستشفى المضيق، الذي لم يقدم بدوره أية إسعافات باستثناء منح أسرته شهادة تثبت إصابته بطلق ناري، ناصحا إياها بتعجيل نقله إلى مستشفى آخر أو مصحة خاصة. ورغم العوز المالي الكبير لعائلة الضحية، فقد اضطرت زوجته، حسب ما حكته لنا، للاقتراض، بعدما طالبتها مصحة خاصة بتطوان بمبلغ 8000 درهم مقابل استخراج الرصاصة قبل أن تخفض الثمن إلى 5000 درهم.