بعد ستة أشهر من «اختفائه»، اعتقلت عناصر الشرطة القضائية في ولاية أمن فاس الشاب المتهم ب«دهس» أستاذة للتعليم الثانوي في الشارع العام في مدينة صفرو، وهو يمتطي سيارتها التي سرقها منها في طريق «عين الشقف» في فاس في صيف السنة الماضية. الضحية سميرة القادري، والتي تبلغ من العمر، قيد حياتها، حوالي 48 سنة، متزوجة وأم لبنت وولد وهي أستاذة اللغة الفرنسية في التعليم الثانوي في ضواحي فاس، قامت من تلقاء نفسها، وبعد وضعها شكاية لدى الأمن، ب»فتح» تحرياتها الخاصة في مختلف الضواحي، بحثا عن سيارتها من نوع «داسيا»، بعدما أحست، طبقا للعائلة، بفتور في تحركات رجال الأمن، وانتقلت، بناء على إخبارية خاصة، إلى مدينة صفرو للبحث عن السيارة، رفقة أفراد من عائلتها، وعمدت، نصف ساعة قبل الحادث، إلى إخبار السلطات الأمنية في المدينة بحادث السرقة وبمضمون الإخبارية التي توصلت بها، لكنها وبينما كانت في رحلة البحث، لاحت السيارة وسط المدينة، وبينما حاولت محاصرة السائق، حاول، هذا الأخير الفرار بسرعة مفرطة، ما أدى إلى إصابتها بجروح خطرة وبنزيف نقلت على إثره، على وجه السرعة، إلى قسم العناية المركَّزة في المستشفى الجامعي الحسن الثاني، لكنها توفيت في طريقها إلى المستشفى، وهي على متن سيارة الإسعاف. وقد تم العثور على سيارتها في الخلاء، بينما لاذ المتَّهم بارتكاب الجريمة بالفرار. وقالت مصادر أمنية إنه سبق لمصلحة الشرطة القضائية أن أحالت على النيابة العامة لدى محكمة الاستئناف في فاس ثلاثة أظناء من أجل سرقة سيارة واستعمالها في إحداث جروح نتجت عنها وفاة. وبقي الفاعل الرئيسي في حالة فرار، مختفيا عن الأنظار خارج مدينة فاس، إلى أن قادت تحريات ميدانية إلى أن المتهم عاد مجددا إلى مسقط رأسه وأنه يتردد بين الفينة والأخرى على ساحة الأطلس في وسط المدينة. وقد نصب كمين للمتهم «م. د.»، وهو من مواليد 1985، أسفر عن إلقاء القبض عليه. وأقر المتهم، أثناء التحقيق معه، بأنه ليلة الحادث، وأثناء تواجده بطريق «عين الشقف»، أثار انتباهَه سيدة توقف سيارتها بجانب دكان، تاركة محرك السيارة في حالة اشتغال. وفي غفلة منها، تمكن من سرقتها، ليتجه صوب مدينة صفرو. وبعد ثلاثة أيام من «الإقامة» في هذه المدينة، عاد مجددا إلى مدينة فاس، والتقى ببعض أصدقائه، وقرر التوجه معهم من جديد إلى مدينة صفرو. وأثناء رحلته، صادفته صاحبة السيارة وحاولت إيقافه، وفي محاولة منه للفرار من «قبضتها»، صدمها وأرداها قتيلة.