سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
سقوط عصابة تضم امرأة متخصصة في اختطاف الأثرياء بمراكش ومطالبة أهلهم بفدية بالملايين خطفت عجوزا فرنسيا من أمام مقر عمله والمصالح الأمنية نصبت لها كمينا وضع حدا لعملياتها
وضعت مصالح الأمن بمراكش حدا لنشاط عصابة متخصصة في اختطاف الأثرياء ومطالبة ذويهم بفدية تقدر بالملايين. إذ ألقت مصالح الشرطة القضائية الأسبوع الماضي القبض على عصابة مكونة من خمسة أفراد، بينهم فتاة، تقوم باختطاف أثرياء، لتحتجزهم وتطالب أقاربهم بفدية للإفراج عنهم. وقد بدأت قصة سقوط العصابة، التي نفذت أزيد من ست عمليات، باقتناص مواطن فرنسي مسن، يبلغ من العمر حوالي 65 سنة، يقيم منذ سنوات بمدينة مراكش. وحسب معلومات مؤكدة، حصلت عليها «المساء» من مصادر عليمة، فإن أفراد العصابة تحينوا الفرصة لمغادرة الضحية الفرنسي، الذي يملك أحد الرياضات بالمدينة الحمراء، مقر عمله، وخلو المكان من المارة، ليلوحوا في وجهه بأنواع متعددة الأشكال والأنواع والألوان من الأسلحة البيضاء، وهو ما جعله يستسلم للعصابة، ويسهل لهم عملية تكبيله وتكميم فمه، وعصب عينيه، وحشره داخل صندوق سيارة من نوع «كولف»، فيما قام أحد أفراد العصابة بقيادة سيارة الضحية (مرسيديس 190)، التي اتجهوا بها صوب شقة بمنطقة المحاميد. هناك بدأت عملية التعذيب، ومحاولات الضغط على المواطن الفرنسي الثري من أجل الاستجابة لمطالبهم، التي حددوها في مبلغ كبير تمثل في 50 مليون سنتيم. هذا المبلغ لم يتقبله العجوز الفرنسي وراح يتوسل إليهم لإطلاق سراحه ورجائهم عازفا على أوتار الإنسانية وبعده عن أهله وهجرة ذويه وكبر سنه واشتعال رأسه شيبا، لكن لا شيء من ذلك أرق قلب الخاطفين. لكن بعد لحظات من الإرهاب النفسي والجسدي، عمد المختطف إلى طلب الخاطفين بتسلم كل ما في حسابه البنكي، الذي حدده في نصف المبلغ الذي يطلبه الخاطفون، أي 25 مليون سنتيم. هذا الخضوع جعل «شهية» أفراد العصابة تتحرك وترضى بالمبلغ المقترح، حينها سمح المختطفون للعجوز الفرنسي بربط الاتصال بزوجته للمطالبة بسحب المبلغ الموجود في الحساب، وتسليمه للعصابة التي أوفدت أحد أفرادها في صفة أحد «السماسرة» الذين يعرضون على الزوج (رجل أعمال) مشروعا مربحا. توجه «السمسار المزور» صوب منزل المختطف، حيث تربص بالمنزل في انتظار خروج الزوجة صوب البنك لسحب الأموال المطلوبة. لم يدم انتظار المبعوث طويلا، إذ بمجرد أن خرجت زوجة المختطف صوب البنك لسحب الأموال من الحساب الخاص لزوجها، حتى دخل المبعوث إلى المنزل، بعدما حصل على مفاتيحه من الزوج المختطف، فبدأ يعبث بمحتويات المنزل بحثا عن أي شيء ثمين يظفر به، إضافة إلى الغنيمة التي ينتظرونها، لكن «اللص» لم يجد إلا أشياء بسيطة لم تفتح شهيته، مما جعله يخرج، ويعود على أساس أنه «السمسار»، الذي أرسل من قبل زوجها. بعد عودة الزوجة محملة ب25 مليون سنتيم، طرق عضو العصابة الباب وقدم نفسه على أساس أنه مبعوث رجل الأعمال الفرنسي من أجل تسلم «الأمانة»، فسلمته الزوجة المبلغ دون أن تدرك حقيقة «فيلم هوليودي حقيقي»، تشارك في بطولته دون أن تدرك ذلك، ليتوجه إلى حيث يوجد المختطف، وهناك فرح المختطفون بنتائج العملية، فما كان منهم بعد ذلك إلا أن حملوا المختطف مكبل اليدين، معصوب العينين، إلى منطقة خلاء ورميه، وشرعت العصابة في اقتسام المبلغ المالي المحصل عليه، والفرح يغمر كل واحد من أفرادها، لكن طمع «المال البارد» سيعمي أفراد العصابة فعمدوا إلى تكرار العملية، وهو الأمر الذي وقفت عليه مصالح الشرطة القضائية بعد وضع الفرنسي المحتجر شكاية لدى مصالحها. بعد تخطيطهم لإنجاح عملية إسقاط أفراد العصابة، المكونة من «نورا. ك» التي تبلغ من العمر 26 سنة، و«عبد الغفور» و»الزبير»، اللذين يبلغان من العمر 31 سنة، و«عبد العزيز.ر»، ذي ال 30 سنة، و«محمد» (24 سنة)، عمدت المصالح الأمنية بمدينة مراكش إلى إيجاد طعم ينتمي إلى مدينة الدارالبيضاء، الذي أوهمهم بثرائه، مما جعل لعاب العصابة يسيل، ويسعون لاختطافه، لكن يد مصالح الأمن كانت سباقة إلى تطويقهم، ووضع الأصفاد في أيديهم، وجعل زنازن سجن بولمهار مصيرهم.