استأثر نبأ إلقاء القبض على عناصر عصابة إجرامية مختصة في اختطاف أشخاص ميسورين بالمدينة الحمراء، ومطالبة أهالي الرهائن بفديات مالية هامة ومتباينة، باهتمام شرائح من المجتمع المراكشي. وكشفت التحقيقات التي باشرتها الشرطة القضائية بمراكش مع عناصر هذه الشبكة الإجرامية المشكلة من خمسة أفراد بينهم فتاة ، وبعد إلقاء القبض عليهم الأربعاء الماضي، طريقة وأسلوب نشاطها الإجرامي المعتمد على سيناريو شبيه بما يطبق في بعض أفلام هوليود البوليسية. وكانت هذه الشبكة تنتقي ضحاياها من بين ميسوري وأثرياء المدينة وتعمل على تجميع المعلومات الكافية عن الضحية المستهدفة لترسم خطة محبوكة المعالم لا تثير الانتباه لاختطافها ثم الشروع في تنفيذ الجزء الأخير من السيناريو الخاص بابتزاز الضحية وأفراد أسرته للحصول على فديات مالية تراوحت فيما بين 250 ألف و 500 ألف درهم في مقابل الإفراج عن الرهينة. خطة العصابة كانت تعتمد في أولى خطوات تنفيذها على العنصر النسوي المشارك في صفوفها حيث كانت تعمل الفتاة على استدراج وإغواء الضحية لقضاء وقت متعة، ليتم الانتقال إلى الوجهة المرسومة لتنفيذ عملية الاختطاف حيث الشركاء في انتظار وصول وسقوط الضحية في الفخ. وحسب المعطيات المتوفرة كان أول تنفيذ لعملية اختطاف خلال شهر شتنبر الماضي حيث استهدفت رجل أعمال فرنسي مقيم بمراكش لتنقله العصابة في الصندوق الخلفي لسيارة، وهو معصوب العينين ومكبل اليدين، من المدينة العتيقة باتجاه منطقة المحاميد. واتضح أن الضحية الفرنسي لم يتم اختطافه إلا بعد التأكد أنه كان يتوفر على مجوهرات ومبلغ مالي بالعملة الأجنبية. وتمكنت العصابة من الحصول على الفدية التي طالبت بها لتفرج عن الفرنسي الذي لم يتجرأ هو وأسرته على إشعار أو اخبار مصالح الأمن بمختلف تفاصيل الحادث. الضحية الثانية الذي وقع في الشرك كان أحد تجار المدينة الذي تم اختطافه واحتجازه في الآونة الأخيرة من طرف العصابة. ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد أن دفعت زوجته فدية مالية بقيمة 25 مليون سنتيم. وكانت الشكاية التي تقدم بها الضحية التاجر بهذا الخصوص نقطة التحول التي فجرت هذه القضية لتطفو على السطح وتكشف نشاط هذه العصابة الإجرامية. وساعدت التحريات والأبحاث الميدانية التي قامت بها الشرطة القضائية في هذه النازلة بناء على المعلومات المتوفرة وكذا الأوصاف التي تقدم بها التاجر عن المتهمين وأيضا بعد تحديد نوعية البصمات كلها عوامل ساعدت على تشخيص هوية المتهمين ليتم اعتقالهم. أفراد هذه الشبكة المتراوحة أعمارهم فيما بين 23 و 24 سنة أدلوا بمعلومات، خلال مجريات التحقيق، عن عمليات اختطاف أخرى كان العزم على تنفيذها خلال الأيام القادمة، وكانت تستهدف شابا من أسرة ثرية الى جانب مهندس معروف بمدينة مراكش وكانت قيمة الفديات المحددة للإفراج عن الرهينتين محدد على التوالي في 30 ألف درهم و 50 الف درهم. وينتظر أن يحال الأظناء على القضاء ليقول كلمته الفصل فيهم.