يتكون جسم الإنسان من نسبة عالية من الماء، فوزن الجسم يحتوي على 60 % من وزنه ماء، ودم الإنسان على 80 % من وزنه ماء، وتحتوي عظام الإنسان على 20 % من وزنها ماء، وتحتوي عضلات الإنسان على 80 % من وزنها ماء، ودماغ الإنسان على 85 % من وزنه ماء. والإنسان، منذ بدء خلقه وحتى خروجه إلى الدنيا، يكون في وسط أساسه الماء. يتراوح ما يدخل جسمَ الإنسان من ماء يومياً من لترين إلى خمسة لترات، من خلال شربه وطعامه وتنفسه، ولا يستطيع الإنسان أن يعيش بلا ماء أكثر من أربعة أيام.. يدخل جسمَ الإنسان من الماء عن طريق الشرب ما مقداره 1650 سم3، وعن طريق الطعام ما مقداره 750 سم3، وعن طريق التنفس ما مقداره 350 سم3، فيصبح متوسط ما يدخل الجسم من الماء 2750 سم3، وما يخرج من جسم الإنسان من ماء، عن طريق التبول، 1700 سم3، وعن طريق البراز 150 سم3، وعن طريق العرق 500 سم3، وعن طريق التنفس 400 سم3.. فيصبح مجموع ما يخرج من جسم الإنسان 2750 سم3، أي ما يعادل مجموع ما دخل جسمه خلال 24 ساعة... يقوم الماء بنقل كافة عناصر الغذاء داخل الجسم من عضو إلى آخر ويسهل عملية الهضم والامتصاص والإخراج ويحافظ على مستوى الضغط داخل وخارج الخلايا في الجسم ويقوم بالحفاظ على التوازن داخله وبإخراج المواد السامة والضارة عن طريق الكليتين والمحافظة على ثبات حرارة الجسم عند حدها الطبيعي.. يعتبر الماء عنصراً هاماً لبناء الخلايا ويساعد على سرعة التئام الأنسجة عند إصابتها بالجروح أو الأمراض، ويُنصَح بعدم شرب الماء أثناء تناول الطعام إلا بنسبة قليلة جداً، لتساعد على بلع الطعام، وأنسب الأوقات لشرب الماء هو قبل أكل الطعام بساعة أو بعده بساعتين. أحسن أنواع الماء المفيدة للجسم شرباً هو المحتوي على الأملاح المعدنية والغازات المفيدة، ويعتقد الكثير من الناس أن كثرة شرب الماء تؤدي إلى السمنة وهذا الاعتقاد خاطئ، لأن الماء قليل السعرات الحرارية ولا يتحول إلى دهون، وشرب كأس واحد من الماء البارد بعد النهوض من النوم صباحاً (على الريق) يفيد في تنبيه الأمعاء الكسولة ويكافح الإمساك، لأن الإنسان يفقد من جسمه ماء بمعدلات أكبر في حالات الإجهاد أو في حالة تناول الطعام المالح أو أثناء الإكثار من شرب القهوة، وحين يفقد الإنسان ما نسبته 3 % من كمية الماء الموجودة في جسمه، يصاب بالوهن والتعب، وعليه أن يبادر إلى شرب الماء. وحين يفقد 4 % من الماء، فإنه يشعر بالدوخة وبالرغبة في النوم، وعندما تزيد النسبة عن 5 %، يشعر بالجفاف الشديد في حلقه وشفتيه، وعندما تزيد عن هذه النسبة، فإن الإنسان يبدأ في الشعور بالإغماء الخفيف ويبدأ الجسم في فقدان الحرارة، وحين تزداد نسبة فقدان الماء إلى 7 % من الكمية الموجودة في الجسم، يفقد الإنسان القدرة على التنفس. وقد لا يتحمل الإنسان فقدان أكثر من 10 % من نسبة الماء الموجودة في الجسم. يساعد الماء على تنشيط وظائف الكليتين في الجسم وعلى تنظيم درجه حرارته ويعمل الماء على تخليص الدم من السموم، كما يقوم بدور الوسيط في كثير من العمليات الكيميائية داخل الجسم، كما يساعد على الاتزان الكيماوي للجسم ويمنحه الرطوبة اللازمة، كما يعمل على تنشيط الجهاز الهضمي وأعضاء الإخراج وترطيب المفاصل ويقوم بنقل الغذاء إلى أنسجة الجسم... شرب الماء.. متى وكيف؟ الحياة عمل دائم يقوم أثناءه الماء بالدور الأول والأهم. ونظرا إلى أهمية الماء بالنسبة إلى أجسامنا، يجب أن نسعى دائما إلى جعل شربه «عادة»، حيث نتناول كوبا عند الاستيقاظ، فهو يعمل على تنبيه الجهاز الهضمي ويخلص الكليتين من الشوائب والفضلات ثم علينا الحرص على وضع كوب من الماء بالقرب منا دائما، فهذا يجعلنا نتناول رشفة بين حين وآخر، فللماء دور كبير في تنشط الدورة الدموية (هذه المعلومة تنطبق على جميع السوائل) كما يجب الحرص على تناول كميات وفيرة من الماء عند الشعور بحرارة الجو.كما أن الماء يساعد على تجديد خلايا الجلد والشعر وباقي خلايا الجسم ويعمل على ترطيب المفاصل وليونة حركتها، لذا احرص على تناول كوب كل ساعة وتعود على تناول الماء في كوبك الخاص وليس من الزجاجة مباشرة، لتضمن سلامة الزجاجة والماء أطول وقت ممكن. أما في بعض الحالات، كحالة الرياضيين، فيجب عليهم تناول كوب إلى كوب ونصف من الماء قبل 15 دقيقة من بدء ممارسة الرياضة، ونصف كوب كل 15 دقيقة، أثناء التمرين، على أن يكون ذلك بهدوء وتدرج، مع عدم المبالغة في تناول الماء أكثر مما هو مسموح به، كي لا يصابوا بتخفيف مستوى الصوديوم في الدم، مما قد يؤدي إلى الشعور بالصداع وعدم التركيز، وفي بعض الأحيان، إلى تشنجات وغياب الوعي. كما يجب على أصحاب الأمراض المزمنة عدم التهاون أبدا في تناول كميات وفيرة من الماء، ليساعدوا الكلي على القيام بعملية التنقية، خاصة إلى جانب ما يتناولونه من أدوية بشكل دوري. كما أن حليب الأم يتكون من 90 % من الماء، لذلك يجب أن تحرص السيدات المرضعات على تناول كميات وفيرة من الماء، الذي يساعد على إدرار الحليب يتم تحديد السعرات الحرارية الواجب أخدها حسب عوامل عدة كذلك احتياجك للماء تتعلق بسنك ومجهودك إذ إن تحديد مقدار الماء الذي يحتاجه جسم الإنسان لكي يعيش بصحة جيدة يتوقف على معرفة حجمه وجنسه ونوع عمله ومجهوده اليومي، والقاعدة الأساسية التي يجب أن يتبعها الجميع هي أن نجعل الماء «صديقَنا» الدائم... يفقد جسم الإنسان الماء عن طريق العرق والتبول والتبرز وهواء الزفير، لذلك لا بد أن نحافظ على معدل صحي للسوائل في أجسامنا، بالتوازن ما بين الشرب والإخراج. وبشكل عام، لا بد أن يشرب الشخص العادي في الظروف العادية ما لا يقل عن لتر ونصف (6 أكواب) أو لترين (8 أكواب) يوميا من الماء النقي، أما الرضع -حتى 6 أشهر- فيمكن أن نعطيهم الماء بين حين وآخر، فكلما زاد سنك، تزداد حصة جسمك من الماء، فمع التقدم في السن، تصبح جلودنا وأغشيتنا أكثر رقة وتفقد المزيد من الماء وتقل كفاءة الكلي، فتزداد حاجتنا إلى الماء، إذ يجب أن نعلم أن الأطفال وكبار السن ليست لديهم مؤشرات عطش، رغم حاجة أجسامهم إلى لماء، لذلك لا بد أن نعرض عليهم الماء ونذكرهم به بين حين وآخر، بل لا بد أن نجعله «عادة» منذ الصغر للتذكر عند الكبر، مع زيادة المجهود اليومي أو التعرض للشمس والحرارة لفترات طويلة... وتذكر أنك تحتاج إلى كمية أكبر من الماء، لتعادل ما يفقده جسمك. متى نكثر أو نقلل من شرب الماء؟ نكثر من كميات المياه المعتادة في حالة: -ارتفاع درجات الحرارة -الإصابة بالإسهال أو القيء -الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، حيث إن الماء هو أفضل طارد للبلغم- عند الإصابة بحصوات الكلي -في حالات الإمساك.. فتناول الماء بشكل منتظم يجنب الإصابة بالإمساك. كما يجب أن نقلل من كميات المياه المعتادة في: -بعض حالات الفشل الكلوي (وتقدر كمية الماء حسب حالة كل مريض) -عدم كفاية الهرمون المسؤول عن إدرار البول، بسبب حوادث أو أورام في الدماغ. أما عن كيفية حفظ الماء، فيجب أن يتم ذلك باستخدام الأوعية الزجاجية أو الفخارية، كما أوصت منظمة الصحة العالمية. ويجب عدم إعادة استخدام زجاجات المياه البلاستيكية المعبأة لحفظ الماء، حيث إنها مصممة للاستخدام مرة واحدة، ويفضل دائما حفظ الماء داخل الثلاجة حتى لا نسمح بأي تكاثر لأي بكتيريا وعدم شرب الماء من الزجاجات مباشرة، فهو أمر غير صحي، قد تنتج عنه أنواع من البكتيريا على فوهة الزجاجة، وقد تتكاثر مع تركها خارج الثلاجة، مما يجعلها غير آمنة للشرب. في حالة عدم التأكد من أمان المياه ونقائها -كما في حالات الكوارث الطبيعية أو المناطق النائية- فيمكن غلي الماء أو تعقيمه وتنقيته، فالماء مادة الحياة وسيد الشراب، وقد جعل الله تعالى منه كل شيء حي.