اشتدت حدة المواجهة بين نجيب أيت عبد المالك، رئيس غرفة الصناعة التقليدية لمدينة مراكش وأقاليم قلعة السراغنة والحوز وشيشاوة والرحامنة، وبين أعضاء مجلسها، وتطور الأمر إلى مقاطعة هؤلاء لدورة الغرفة الأخيرة أول أمس الأربعاء، مما اضطر الرئيس أمام عدم توفر النصاب القانوني إلى تأجيل الدورة، التي من المفترض عقدها في السنة الماضية. وقال 26 عضوا وقعوا على بيان استنكاري حول دواعي هذه المقاطعة إن «التسيير الانفرادي وتهميش عمل المكتب واللجان»، الذي يسلكه الرئيس، أرغم الأعضاء على مقاطعة الدورة التي انشغل الرئيس بأشغاله الخاصة عن عقدها في موعدها القانوني في سنة 2010، في مخالفة واضحة لمقتضيات النظام الأساسي للغرف الصناعة التقليدية. وأضاف البيان الاستنكاري، الذي حصلت «المساء» على نسخة منه، أن هذا الوضع دفع بستة رؤساء لجان من ثمانية إلى الاستقالة. واتهم الموقعون على العريضة الاستنكارية رئيس الغرفة بتحويل اعتمادات برنامج محاربة ظاهرة تشغيل الأطفال، وتخصيصها لتجهيز مكتبه الإداري، وهو ما يعد ضربا للعلاقة، التي نسجتها غرفة مراكش مع منظمة اليونسيف ومنظمة العمل الدولية. وتساءل المستنكرون عن مآل القرية النموذجية للصناع التقليديين بواحة سيدي براهيم، التي توقفت فيها الأشغال منذ عامين، وأشاروا إلى تذرع الرئيس بإجراء خبرة للقرية، لكنها لم تتم، كما أن الأشغال لم تستأنف. ونبه البيان الاستنكاري إلى النظرة التحقيرية، التي يتعامل بها الرئيس مع أعضاء المكتب والمجلس على حد سواء، مما جعل الصناع التقليدين الذين تضمهم الغرفة المعنية ينظرون إلى الرئيس ك«عنصر غريب» عنهم. ولا يقتصر ضعف أداء الرئيس على العلاقة بأعضاء الغرفة في المكتب والمجلس، بل إن العلاقات الدولية بين غرفة الفلاحة والعديد من الهيئات تعرف جمودا تاما، بعد نشاط سابق في المجالس السابقة، يقول البيان. وشن الأعضاء هجوما قويا على أيت عبد المالك، عندما قالوا إنه لا يستطيع حتى تشخيص وضعية الصناعة التقليدية بالجهة، فبالأحرى تحضير استراتيجية، كما يدعي ذلك في حديثه لوسائل الإعلام. ويرى أصحاب البيان أن هذه الوضعية الكارثية، التي تعيشها الغرفة، أفضت إلى الضرب بعرض الحائط بكل المكتسبات السابقة لهذه الغرفة، مما جعل ترتيبها كغرفة أولى بامتياز على الصعيد الوطني يتأثر في ظل التسيير الحالي. وقد تواصل نزيف الاستقالات في غرفة الصناعة التقليدية لمدينة مراكش وأقاليم قلعة السراغنة والحوز وشيشاوة والرحامنة بعدما أقدم ثلاثة أعضاء بالغرفة على تقديم استقالتهم إلى نجيب بن مالك، رئيس غرفة الصناعة التقليدية في الأسبوع الماضي، من المهام الموكولة إليهم، فيما أصدر خمسة أعضاء بمكتب الغرفة بيانا قبل ذلك، يعلنون فيه مقاطعتهم اجتماعات المكتب. وقد عمدت «المساء» إلى الاتصال برئيس غرفة الصناعة التقليدية، لكن هاتفه كان لا يرد.