في الرسالة الملكية التي وجهت إلى القمة العربية الاقتصادية المنعقدة في القاهرة، تساءل الملك محمد السادس: «هل بإمكان أي دولة عربية بمفردها تحقيق التنمية الشاملة؟ وإلى متى ستظل الأخوة العربية مختزلة في أبعاد عاطفية وتاريخية، أو شعارات رنانة، ووعود وهمية لا تسمن ولا تغني من جوع؟». كثيرة هي القمم العربية التي دعت وكررت الدعوة إلى الاندماج و«توحيد الصف العربي» و«رفع التحديات المشتركة»، وغيرها من الشعارات التي ظلت حبرا على ورق لأن مفعولها ينتهي بمجرد كتابتها، من أجل تخدير الشعوب العربية ودغدغة المشاعر الجياشة الكامنة في نفس كل عربي يحلم بأن يستيقظ ذات صباح ويرى العرب وقد توحدوا صفا واحدا. وبالرغم من أن العديد من القمم العربية رفعت شعارات كبيرة وضخمة، فإن ما تحقق منها على أرض الواقع لا يعدو أن يكون حتى الفتات منها، وفي الوقت الذي يزداد الفقير فقرا وتتسع الفجوة بين الأغنياء والفقراء.. بين الذين يملكون والذين لا يملكون، الذين يأكلون والذين لا يأكلون، لا يزداد العرب إلا تباعدا حتى إن البعض يدعو إلى وقف مثل هذه المؤتمرات التي لا تترجم قراراتها على أرض الواقع وتوفير الميزانيات الضخمة التي تصرف عليها، لأن تلك المؤتمرات والقمم التنموية لا تخرج بأي نتائج عملية. والتساؤلات التي حملتها الرسالة الملكية أرادت وضع الأصبع على الجرح والدعوة إلى إحداث قطيعة مع هذا التقليد الذي تكرس بحكم العادة، بدل أن يستمر المواطن العربي في معاينة الفشل التنموي العربي وهو يسمع في كل مناسبة: بلاد العرب أوطاني من الشام إلى بغدانِ ومن نجد إلى يمنٍ إلى مصر فتطوانِ.