كشفت مصادر إعلامية إسبانية، نقلا عن مصالح أمنية في مدريد، أن الجماعات المتطرفة ذات الاتجاه السلفي المتشدد، عقدت خلال عام واحد، هو العام المنقضي 2010، عشرة مؤتمرات، مقارنة بالعام 2008 الذي عقد خلاله مؤتمر واحد فقط. وقالت المصادر إن هذا التنامي في أنشطة وتحركات الجماعات المتشددة في شبه الجزيرة الإيبيرية زاد من مخاوف المختصين الإسبان في قضايا الإرهاب العالمي، كونه يستدعي يقظة أكثر وحذرا أكبر، خصوصا وأن منفذي تفجيرات محطة القطارات في العاصمة مدريد، يوم 11 مارس 2004، كانوا من معتنقي ذلك التيار المتطرف، حسبما أفادت به يومية «آبي سي» واسعة الانتشار في إسبانيا، والمقربة من الدوائر الأمنية. وقالت الصحيفة إن هذا العدد من المؤتمرات التي عقدت فوق التراب الإسباني يعطي الدليل على أن تنظيم القاعدة، الذي أعلن قبل عامين عن استهداف إسبانيا والانتقال إلى «الجهاد الديني»، بات يسعى إلى تحويل إسبانيا إلى مسرح للاستقطاب والتجنيد، لقربها من المنطقة المتوسطية، وعلاقتها برمزية الأندلس، وذلك بهدف إنشاء ما تسميه «الخلافة العالمية». وأوضحت الصحيفة، أيضا، أن عددا متزايدا من الأئمة والخطباء أصبحوا يدعون إلى الجهاد والتكفير وينشرون أفكار التطرف وسط الجاليات العربية المسلمة المقيمة في إسبانيا، وقالت، بناء على رأي خبراء في دراسة انتشار التطرف الديني في البلاد، إن عشرة مساجد على الأقل من بين ألف مسجد مرخص لها في مجموع المدن الإسبانية أصبحت فضاء لنشر أفكار العنف والتطرف الديني، بحيث يتم في كل يوج جمعة، بعد أداء فريضة صلاة الجمعة، ترويج خطابات الجهاد والتفكير ضد المجتمع الإسباني وكذا ضد المسلمين المهاجرين الذين يعتبرهم هؤلاء الخطباء «مسلمين غير حقيقيين». وأشار المصدر إلى أن ما بين 70 إلى 80 في المائة من الأئمة العاملين في المساجد داخل إسبانيا، الذين يروجون خطابات التفكير والعنف، هم من المغرب والجزائر. وأكد المصدر أن منطقة كاطالونيا، جنوبإسبانيا، التي تشهد تركزا أكبر للمهاجرين المغاربيين والأفارقة، والتي كانت تعتبر مهد أتباع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، شكلت المصدر الرئيسي لانتشار هذا التنظيم إلى الأقاليم الأخرى. وأشارت الصحيفة إلى أن منطقة الساحل، التي تضم كلا من موريتانيا والسينغال والجزائر وشمال غينيا وبوركينيا فاصو وشمال النيجر ونيجيريا والكاميرون والتشاد والسودان وأريتريا، تشكل مصدر التهديد الرئيسي لأمن إسبانيا وأوروبا، وقالت إن مساحة منطقة الساحل التي تقدر بحوالي أربعة ملايين كيلومترا مربعا تعتبر مسرح تحركات تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، حيث تجري جميع عمليات تجارة الأسلحة والمخدرات والأعضاء البشرية، مضيفة .