استنفرت قنبلة عثر عليها أحد الفلاحين في دوار «الرحيلات»، التابع لجماعة «المزوضية»، إقليم شيشاوة، مصالح الدرك الملكي وخبراء في المتفجرات، تابعين للحامية العسكرية في المنطقة. وحسب معلومات استقتها «المساء» من مصادر في المنطقة، فإن رجلا في عقده الرابع، وبينما كان يهمّ صباح يوم الخميس الماضي ببناء حظيرة في أرض غير صالحة للزراعة، عثر على «قطعة حديدية» مخبَّأة في الأرض بشكل محكم. اعتقد الرجل في بداية الأمر أن الأمر يتعلق بقطعة حديدية عادية مدسوسة في الأرض، لكنْ، بعد الاستمرار في عملية الحفر، بدأ الأمر يبدو بالنسبة إليه غريبا شيئا ما، ما جعله يعتقد أن كنزا مدفونا في المنطقة سيطوي صفحة معاناته ويضع حدا لشبح الفقر الذي نال منه، لكن هذا «الحلم» تبدّد واندثر، عندما وصل فأسه الذي استعمله في عملية الحفر إلى القطعة الحديدة المستديرة، ليكتشف أن «الكنز» الوهمي ليس إلا قنبلة قديمة مدسوسة في الأرض لمدة تزيد على نصف قرن تقريبا. وقد انتابت حالة من التوتر والارتباك والخوف الشديد الرجل البدوي وبدا محتارا في بداية الأمر، جراء خطورة ما عثر عليه، لكنه سرعان ما أدرك أن عليه إخبار مصالح الدرك الملكي في المنطقة، التي انتقل أفراد منها فور توصلهم بالخبر إلى المكان الذي اكتُشفت فيه القنبلة، التي يرجح أنها تعود إلى فترة الاستعمار الفرنسي للمغرب. وبعد ضرب طوق كبير على المنطقة، التي عرفت تجمع حشد كبير من سكان الدوار والدواوير المجاورة، انطلقت الأبحاث والتحريات، لمعرفة مصدر القنبلة والفترة التي دست فيها. وقد تم ذلك من قِبل أفراد ينتمون إلى الفرقة المتخصصة في الهندسة العسكرية، حيث أجروا أبحاثا أولية، نفت كل الروايات التي بدأت تتداولها بعض الألسن، تمثلت في أن القنبلة تعود لجهات إرهابية، في حين تتجه الأبحاث إلى تأكيد أن القنبلة تعود إلى الفترة الاستعمارية الفرنسية للمغرب، وهو ما جعل التحليلات تتراوح بين دسها من لدن أحد رجال الحركة الوطنية أثناء الاحتلال الفرنسي وبين سقوطها من إحدى الآليات الحربية التي كانت تستعملها القوات الفرنسية ضد الوطنيين.