نقل حزب العدالة والتنمية حربه مع الأصالة والمعاصرة إلى شوارع مدينة مراكش، حينما قال محمد العربي بلقايد، الكاتب الجهوي لحزب العدالة والتنمية، إن حزبه سيرد على العريضة التي وقعها حوالي 77 مستشارا جماعيا يدينون فيها تصريحاته، التي انتقد فيها أداء المجلس الجماعي لمراكش، ب«عريضة شعبية مضادة» تؤكد «الضعف والبطء اللذين يعاني منهما التسيير الجماعي بمراكش لمدة سنة ونصف». وأكد محمد العربي بلقايد، النائب الرابع لرئيسة المجلس الجماعي، غياب التواصل داخل مكتب المجلس وإغلاق الباب لإبداء الرأي والتقدم بمقترحات». واعتبر بلقايد في تصريح ل«المساء» أن التصريح الذي أدلى به لإحدى الإذاعات الخاصة »استغلوه للتنصل من الالتزامات والتحالف الذي انطلق من بيت العدالة والتنمية». وبخصوص العريضة التي يقودها مستشارو حزب الأصالة والمعاصرة، وسلمت لعمدة مدينة مراكش، تطالبها بمساءلة واستفسار نائبها «الإسلامي»، قال بلقايد إن »مساءلتي ليست قانونية وغير مقبولة»، مخاطبا الموقعين على العريضة بالقول: «لست تلميذا كي أستفسر أو أساءل». وعبر القيادي عن رفض حزبه ما أسماها «سياسة تكميم الأفواه وإخراسها»، سواء داخل الأغلبية أو المعارضة. من جهته، اعتبر عدنان بنعبد الله، رئيس مقاطعة «المنارة»، تصريحات بلقايد وأحد المستشارين المنتمين لحزب «المصباح» تصريحات «انتخابوية وسياسوية»، متسائلا عن سبب «صمت» مستشاري العدالة والتنمية خلال دورات المجلس الجماعي. واستغرب بنعبد الله، أحد نواب رئيسة المجلس الجماعي، وأحد القيادات المحلية لحزب الأصالة والمعاصرة في تصريح ل«المساء» من حديث بلقايد عن البطء والضعف في أداء المجلس الجماعي، لأنه «جزء من هذا الوضع، سواء كان متميزا أو ضعيفا كما ادعى». وأشار بنعبد الله إلى أن المواطنين ينتظرون الكثير من منتخبيهم بعيدا عن تداخل اختصاصات المجلس الجماعي ومقاطعة المنارة، في الوقت الذي تقوم عمدة المدينة بتسهيل العديد من المشاريع من خلال توقيعها عليها، وترك مستشاري المقاطعة يشرفون على الإنجاز، حسب ما يؤكده المتحدث. وأوضح رئيس المقاطعة أن المشاريع والميزانية المرصودة لها التي «استفزت» بلقايد، كانت مبرمجة منذ المجلس السابق، لكن «قمنا بتحريكها والدفع بها نحو الإنجاز»، وهي مشاريع تمت تحت إشراف مستشاري العدالة والتنمية بمقاطعة المنارة، يؤكد بنعبد الله. وختم رئيس المقاطعة تصريحه قائلا: «نحن كنا أمام خيارين: إما الانتظار وتجميد المشاريع وإما الإسهام في تحقيقها والتعاون عليها على الأقل بتحضير ملفات للمجلس الجماعي بشأنه. وهذا الاختيار الأخير هو الذي قمنا به». إلى ذلك، علمت «المساء» أن عمر الجزولي، العمدة السابق لمدينة مراكش، وعبد الله رفوش، الملقب بولد العروسية، ورئيس لجنة التعمير خلال مجلس عمر الجزولي، وقعا على العريضة التي تطالب فاطمة الزهراء المنصوري بمساءلة نائبها على تصريح اعتبراه يمس بأداء المجلس الجماعي، في الوقت الذي انقسم مستشارو حزب الاستقلال إلى مجموعتين، بعد رفض كل من خليل بوستة، عضو اللجنة التنفيذية لحزب «الميزان»، وعبد اللطيف أبدوح، الكاتب الجهوي للحزب، التوقيع على العريضة، في حين وقّع عبد العزيز الباز، المستشار الاستقلالي بمقاطعة «المنارة» عليها.