في خطوة تصعيدية لإشعال فتيل «الحرب الباردة»، التي نشبت بين قيادات محلية لحزب العدالة والتنمية من جهة، وقيادات محلية لحزب الأصالة والمعاصرة بمراكش، شرع مستشارون ينتمون لحزب «التراكتور» في جمع توقيعات تدين التصريحات الأخيرة، التي أدلى بها محمد العربي بالقايد، وعبد المجيد آيت القاضي، نائب رئيس مقاطعة المنارة، وعضو حزب «المصباح» في الوقت نفسه، اللذان شنا هجوما على عدنان بنعبد الله، رئيس مقاطعة المنارة المنتمي إلى حزب الأصالة والمعاصرة، حيث اتهم محمد العربي بلقايد، عدنان بنعبد الله، رئيس مقاطعة «المنارة، ب «السطو» على إنجازات المجلس الجماعي ونسبها إلى مقاطعته، والتأكيد على أن الركود هو السمة المهيمنة على عمل المقاطعة، بينما ذهب عبد المجيد آيت القاضي، خلال برنامج بث على أثير إذاعة خاصة، إلى أن بعض القرارات الحساسة يتخذها رئيس المقاطعة دون علم باقي الأعضاء، وأن منح رخص السكن يتم مقابل مبالغ مالية، مع ما يعنيه الأمر من سيادة منطق الرشوة بقسم التعمير بالمقاطعة. وأوضحت مصادر عليمة في اتصال مع «المساء» أن أعضاء مجلس مقاطعة «المنارة» اعتبروا أن تصريحات نائب رئيسة المجلس الجماعي، ونائب رئيس مقاطعة «المنارة»، اللذين ينتميان لحزب العدالة والتنمية، تمس بمصداقية عملهم، وتحط من قيمة المجهودات التي يبذلونها في تسيير وتدبير الشأن العام المحلي، مما حذا بهم إلى إعداد عريضة لجمع توقيعات أعضاء المقاطعة. ومن المتوقع أن تطال حملة التوقيعات باقي أعضاء المقاطعات والمجلس الجماعي لمدينة مراكش. ويتزعم مستشارو حزب الأصالة والمعاصرة بمقاطعة «المنارة» هذه «الحملة» الموجهة ضد مستشاري حزب العدالة والتنمية، بعدما أحسوا أن عضوي حزب «المصباح» يستهدفان تجربة حزب «التراكتور» بالمدينة الحمراء، وهو ما جعل أصواتاً داخل حزب الأصالة والمعاصرة تتعالى مطالبة ب «فك الارتباط» و«طرد» مستشاري العدالة والتنمية خارج الأغلبية، المشكلة للمكتب المسير للمجلس وتعويضهم بحزب الاتحاد الدستوري. وعلمت «المساء» من مصادر جيدة الاطلاع أن اللقاء الذي جمع أعضاء الكتابة الجهوية، والكتابة الإقليمية، والكتابة المحلية لحزب العدالة والتنمية، والذي تغيب عنه يونس بنسليمان، عرف إجماع القيادات المحلية للحزب على التصدي لأي «حملة» تستهدف الحزب، سواء على المستوى الوطني أو الجهوي أو الاقليمي، في الوقت الذي عبر الأعضاء عن تضامنهم مع محمد العربي بلقايد، وعبد المجيد آيت القاضي ضد الانتقادات التي وجهت لهما بعد التصريحات التي أدلوا بها على أثير إحدى الإذاعات الخاصة بمراكش. وقد كان من تداعيات هذه «الحرب الباردة» بين مستشاري الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية بمراكش إقدام يونس بنسليمان، عضو الكتابة الجهوية لحزب العدالة والتنمية بمدينة مراكش على تجميد عضويته بالحزب، بسبب ما قالت مصادر جيدة الاطلاع إنه «ضد الخطة»، التي رسمها بعض أعضاء الحزب لمواجهة حزب الأصالة والمعاصرة. وأوضحت مصادر موثوقة في حديث مع «المساء» أن بنسليمان، أحد القيادات المحلية لحزب «المصباح» بمراكش، عبّر عن رفضه لما أسمته المصادر «النهج الجديد»، الذي تدفع به جهات داخل حزب «المصباح» ل «فك الارتباط» بحزب «التراكتور».