سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قصة «اختفاء» مثيرة لتلميذتين قاصرتين في فاس بسبب خلافات عائلية حول شؤون الزواج إحداهما رفضت زوجا اقترحته عليها عائلتها والأخرى ترغب في تزويج صديقتها لأخيها
لم تكن كل من «شيماء ب.» و»حنان و.» تعتقدان أن «مغادرتهما» منزلَي عائلتيهما، دون إشعار مسبق، سيخلّف حالة هلع وسط سكان المدينة لأكثر من أربعة أيام، بعدما تُدُول أن الفتاتين تعرضتا لاختطاف من قِبَل مجهولين، بالقرب من الإعدادية التي تتابعان فيها دراستهما. وانتهى حادث «الهروب» الذي استنفر السلطات الأمنية في المدينة، زوال أول أمس الخميس، باستقبال والي الأمن، محمد عروس، عائلتي الفتاتين. ولم يخلُ مشهد «التسليم» من إغماءات وسط هذه العائلتين. وتعود وقائع «اختفاء» الفتاتين القاصرتين، الأولى تبلغ من العمر 14 سنة والثانية 16 سنة، إلى يوم الاثنين، 3 يناير الجاري. وانتشرت إشاعة في أوساط التلاميذ وأوليائهم في إعدادية 06 نونبر في حي النرجس الراقي في المدينة، تتحدث عن «اختطاف» التلميذتين، ما أصاب أعدادا كبيرة من سكان المدينة بالذعر، خوفا على فلذات أكبادهم. ولأن الفتاتين الصديقتين لم تعودا إلى منزلي عائلتيهما، فقد تم التقدم بشكاية إلى المصالح الأمنية في الموضوع، ما دفع هذه الأخيرة إلى التحرك لفك لغز الاختفاء وتم استصدار مذكرة بحث في حقهما. وأظهرت التحريات الأولية أن إحداهما اتصلت بوالدتها عبر رقم هاتفي ثابت، واتضح أن المكالمة واردة من أحد المخادع الهاتفية في طنجة، بالقرب من فندق صغير. وكشف صاحب هذا المخدع عن أوصاف التلميذتين، موردا أنهما ما زالتا تحتفظان بمحفظتيهما. ولم تدم «لعبة» المراهقتين سوى بضعة أيام، عاشتها عائلتاهما في رعب دائم، فقد عادتا فجر يوم الخميس الماضي إلى فاس على متن إحدى حافلات النقل الطرقي وقصدتا إحدى عائلتيهما في حي «باب فتوح» الشعبي. وقامت هذه العائلة بإخبار السلطات الأمنية وأقرّت التلميذتان أثناء الاستماع إليهما بأنهما دبرتا عملية الفرار من تلقاء نفسيهما، للتعبير عن رفضهما تزويج «شيماء» من أحد أفراد عائلتها. وقالت «حنان» إنها ترغب في تزويجها لأخيها. وقررت القاصرتان «الهروب» على متن حافلة للنقل الطرقي إلى مدينة طنجة، حيث «تاهتا» لبضعة أيام، قبل أن تلتقيا، بمحض الصدفة، بسيدة نصحتهما بالعودة إلى أهلهما. وبعد استكمال التحريات من قِبَل فرقة الأحداث في ولاية أمن فاس، تقرر إغلاق الملف وإنهاء مذكرتي البحث الصادرة في حقهما، فيما تنفّست عائلتا الفتاتين الصعداء بعودة طفلتيها سالمتين من هذه «الخرجة» المفاجئة.