في مشهد لا يُرى إلا في أفلام «هوليود»، استعمل ألمانيان، كانا على متن سيارة سوداء اللون من نوع «بيجو 407» مرقمة بfv3008، قنينة غاز من نوع ال«كريموجين» الخطير، من أجل اختطاف طفلة كانت رفقة والدتها التي تحمل الجنسية الألمانية. وحسب معلومات استقتها «المساء» من شهود عيان، فإنه في حدود الساعة العاشرة من صباح أول أمس الاثنين توقفت سيارة مرقمة بألمانيا بالقرب من منزل المهاجر المغربي المقيم بألمانيا «عبد الكريم.خ»، الكائن بشارع «العُرُوبة» بمنطقة «هريات البيض» وسط مدينة آسفي، بينما كان عبد الكريم، المتزوج من سيدة ألمانية، يهم بالخروج من منزله. لحظة وقوف المغربي المهاجر بألمانيا نشب خلاف بينه وبين الألماني الذي لا تربطه بزوجته أية قرابة عائلية، ودخل الاثنان في مشادات كلامية سرعان ما تحولت إلى تشابك بالأيدي. وعلى حين غفلة من عبد الكريم، عمد الألماني إلى استعمال قنينة ال«كريموجين» المحرمة دوليا، حيث صوبها في اتجاه وجه خصمه، لتنطلق الغازات من القنينة في كل مكان ويصبح الضباب يغطي المنطقة، التي تشكل مجالا لتمركز المحلات التجارية الكبرى، مما أدى إلى إصابة بعض المارة باختناق شديد، بينهم زوج الألمانية المغربي عبد الكريم نفسه. وبينما بدأت قوى الزوج عبد الكريم تخور وأخذ يترنح من تأثير السموم المنبعثة من القنينة، حاول الألماني التقدم نحو منزله من أجل «اختطاف» الطفلة ووالدتها اللتين قالت مصادر «المساء» إن عبد الكريم لم يسمح لهما بالعودة إلى ألمانيا، بعدما قرر الاستقرار بالمغرب بشكل نهائي، لكنَّ هَرَع الناسِ إلى مكان الحادث لمعرفة ما يجري حال دون تمكن الألماني من تحقيق هدفه، ليقرر التراجع وركوب السيارة، التي كان ينتظره بداخلها والد السيدة الألمانية، ليتوجها بسرعة مفرطة صوب مكان مجهول، ظلت المصالح الأمنية تحاول معرفته من أجل القبض عليهما. وقد استنفر الحادث المروع مختلف المصالح الأمنية، حيث فتح تحقيق بعين المكان مع أسرة عبد الكريم وبعض الشهود العيان لمعرفة ملابسات الحادث الذي أثار الرعب في نفوس سكان المنطقة. وكشفت مصادر تنتمي إلى السلطة المحلية أن الألماني، الذي استعمل قنينة ال«كريموجين» ضد المغربي عبد الكريم، سلم نفسه إلى السلطات الأمنية بعد مضي بضع ساعات على الحادث، بينما لا زال والد الزوجة الألمانية في مكان غير معلوم. وقد أفادت مصادر «المساء» بأن المعتديين حاولا اختطاف الزوجة والابنة من أجل ترحيلهما إلى ألمانيا، في الوقت الذي قرر فيه الزوج المغربي الاستقرار في المغرب رفقة ابنته وزوجته، وعدم الرجوع إلى ألمانيا حيث كان يقيم، وهو ما لم يرق لعائلة الزوجة.