تقدم سعيد (اسم مستعار) لخطبة دنيا (اسم مستعار) مرتين متتاليتين رفضت خلالهما أسرة دنيا هذه العلاقة جملة وتفصيلا، لأن المستوى الاجتماعي لسعيد لا يوازي مستوى أسرة دنيا، كما أنه عاطل عن العمل ويستحيل السماح بهذا الزواج الذي اعتبرته أسرتها محكوما عليه بالفشل منذ البداية. كانت دنيا تبادل سعيد حبا كبيرا، وكان التسليم بقطع هذه العلاقة أمرا مستبعدا لديها، بل مستحيلا، لذلك أعطته وعدا بانتظاره إلى أجل غير مسمى، واستمرت علاقتهما دون علم الأسرتين، إلى أن ضبطتهما شقيقة دنيا في أحد الأيام، ثم ضبطتهما بعد ذلك مرات كثيرة. وعبرت خديجة شقيقة دنيا، (اسم مستعار) عن غضبها وأنّبت شقيقتها ولامتها على استمرار علاقتها بسعيد، علما أن والدها (المقرر الأول والأخير) رفض هذا الزواج وأن قراره لا رجعة فيه، ونصحتها بأن هدف سعيد لا يتجاوز حدود الاستغلال، بما في ذلك استغلالها جنسيا، وماديا أيضا، لتجاوز أزمته الاجتماعية اعتبارا للوسط الاجتماعي الميسور الذي تنتمي إليه دنيا. استمرت محاولات خديجة مع شقيقتها الصغرى وحاولت إقناعها بالعدول عن تصرفاتها لأن الشاب يستغلها ويلطخ سمعتها وسيتركها في أول فرصة مواتية. وأمام إصرار دنيا وتعنتها وتشبثها بعلاقتها العاطفية بسعيد، وخوفا من تخريب هذه العلاقة، أسرت دنيا لسعيد بالضغوطات الممارسة عليها من قبل أفراد العائلة، خصوصا أختها الكبرى، وهو ما أغضبه كثيرا. «اعتداء» على الشقيقة التقى سعيد شقيقة دنيا صدفة بأحد الأحياء ودار بينهما نقاش ساخن فقد إثره سعيد غضبه وتبادل معها السب والشتم الذي بلغ حد الاعتداء بالضرب، ومن هنا سارت الأمور في اتجاه آخر كانت دنيا وسعيد يفضلان ألا يبلغاه أملا في أن يتحقق حلمهما في الزواج يوما وبرضا الأسرتين. تقدمت خديجة (موظفة عازبة) بشكايتها إلى الشرطة القضائية بالخميسات وصرحت بأنها تعرضت للضرب والجرح والسب والشتم من قبل سعيد، الذي تعرفه حق المعرفة لأنه سبق أن تقدم لخطبة أختها الصغرى دنيا، لكن أسرتها رفضت هذا الزواج لأن الشاب عاطل عن العمل، كما أنه ينتمي إلى عائلة فقيرة، وأنه رغم إصرار الأسرة على رفض طلبه فإنه استطاع نسج علاقة مع أختها الصغرى، مستغلا إياها لأنها لم تكن ناضجة بما فيه الكفاية، وهو ما ألحق الضرر بسمعة العائلة، حتى إن الأمر وصل إلى حد أن شقيقتها عمدت إلى سرقة بعض المجوهرات والنقود ومنحها له، وهو ما اعتبرته «خديجة» استغلالا وجعلها تطالب شقيقتها بالابتعاد عنه، وطالبت سعيد بذلك عندما التقته في مناسبات سابقة، حيث دعته إلى الابتعاد عنها، غير أنه لم يبال بقولها واستمر في استغلال دنيا ماديا ومعنويا. وأثناء توجهها إلى مقر عملها، يوم الحادث، حوالي الثالثة بعد الزوال اعترض سبيلها وأشبعها ضربا وسبا أمام العديد من الشهود الذين تجمهروا وعاينوا تفاصيل الاعتداء، كما تقدمت بشهادة طبية تثبت العجز في 24 يوما قابلة للتمديد. تصريح الشهود شاهدا الإثبات اللذان عاينا واقعة الاعتداء، واللذان تم الاستماع إليهما في محضر رسمي صرحا بأنهما عاينا واقعة الاعتداء الذي تعرضت له خديجة، وأنهما سمعا الصراخ وطلب النجدة وخرجا من منزليهما القريبين من مكان الاعتداء وشاهدا شابا في مقتبل العمر يسدد اللكمات والضربات للضحية إلى جانب السباب والشتائم النابية، لكنهما يجهلان أسباب الخلاف، فتدخل الجيران لفض النزاع. كما عاينا بعد انصراف الشاب عدة كدمات ورضوض على وجه الضحية. صرحت دنيا، أثناء الاستماع إليها، بمعرفتها بالفاعل لأنه تقدم لخطبتها مرتين لكن أسرتها رفضت، وخلال ذلك قدم لها هدايا تتمثل في قطع من الذهب احتفظ بها والداها، نافية جملة وتفصيلا سرقتها لأي قطعة ذهبية أو أي مبلغ مالي، مؤكدة أن علاقتها بالفاعل علاقة حب وأنها غير مستعدة لإنهاء علاقتها به لأنها واثقة من زواجهما. كما صرحت بأن سعيد لم يسع يوما إلى تحريضها على فعل أي شيء مخل بسمعة العائلة، وأنها على علم بواقعة الاعتداء الذي تعرضت له أختها، مؤكدة أنها مكيدة دبرتها أختها من أجل التخلص من «خطيبها» والضغط عليه لإبعاده عنها مستغلة في ذلك عملها وعلاقاتها الاجتماعية. وأضافت أن أسرتها أخضعتها لفحص طبي وتبين أنها مازالت بكرا وأن أختها تبحث عن وسيلة لإبعادها عن خطيبها بالزج به في السجن. نفي التهم اعترف سعيد (عاطل عن العمل ويعيش في كنف والديه) في المحضر المنجز من قبل الشرطة القضائية بأنه على علاقة عاطفية بريئة مع دنيا منذ سنتين، ونظرا للتفاهم الحاصل بينهما تقدم لخطبتها من والديها مرتين، لكنهما رفضا بدعوى أنه ليس من مستواهم الاجتماعي، وأنه لا يفهم كيف تقف عائلتها حاجزا أمام سعادتهما. وبخصوص الاعتداء، نفى سعيد نفيا قاطعا أن يكون قد أساء معاملة أخت دنيا بالضرب والجرح وأنه بتاريخ الاعتداء المزعوم كان موجودا بالقرب من مسكن دنيا بغرض الخروج في نزهة، وأنه التقى أختها صدفة فانهالت عليه بالسب والشتم أمام مرأى ومسمع العديد من المواطنين، مطالبة إياه بالابتعاد عن أختها وإلا لفقت له تهمة ترسله إلى السجن مباشرة، وأنه شخص ليس من مستواها الاجتماعي، وأمام استمرارها في مسه في كرامته وشخصه بادلها السب والشتم. كما أفاد أنه قدم مجموعة من الهدايا لخطيبته تتمثل في سلسلة ذهبية وخاتمين، ونفى أن يكون حصل منها على أي قطعة ذهبية أو مبلغ مالي وأن ما تدعيه الأخت الكبرى مجرد افتراء. بعد الانتهاء من البحث التمهيدي عرض المتهم على مصالح النيابة العامة حيث تم إطلاق سراحه بكفالة، وبعد عدة جلسات حكم على المتهم بالبراءة من تهمتَي الاعتداء والسرقة، وفي ما يتعلق بالسب والشتم فقد حوكم بأربعة أشهر موقوفة التنفيذ وغرامة مالية قدرها 500 درهم، فيما رفع هو أيضا دعوى قضائية ضد أخت دنيا تتعلق بالوشاية الكاذبة وتهمة الضرب والجرح وتقديم شهود زور.