عادت عمليات السطو على منازل ومحلات وإسطبلات القرويين بقيادة الفضالات لتضرب بقوة في الأسابيع القليلة الأخيرة، وامتدت مؤخرا لتشمل الأسلاك النحاسية الكهربائية، حيث تم السطو، منتصف الأسبوع الماضي، على 1500 متر من الأسلاك الكهربائية ذات الضغط العالي، فقطعت الكهرباء عن دواوير أولاد بورويس والعمور الدبابج وأولاد بوجمعة. وتعرض العشرات من القرويين بالجماعات القروية (الفضالات، أولاد يحيى لوطا، أولاد زيان موالين الواد) لعمليات السطو ليلا ونهارا من طرف عصابات منظمة تستعمل سيارات وشاحنات لنقل المسروقات من مواش وممتلكات القرويين في غياب أدنى مراقبة أمنية. وذكرت مجموعة من القرويين بالمنطقة في تصريحات متفرقة ل «المساء» أن العصابات تستغل صعوبة المسالك والخلاء وتشتت المنازل، وعدم وجود مراكز للدرك الملكي، وأنها تنشط بحرية تامة، وتهدد الساكنة في حال التبليغ عنها بالعودة إلى منازلهم وتصفيتهم. وأضافوا أن عناصر الدرك الملكي لا يتمكنون من الحضور في الوقت المناسب لاعتقالهم بسبب بعد المسافة بين مركز الدرك بابن سليمان وتلك المناطق (أكثر من 40 كلم)، وهو ما يجعلهم تحت رحمة العصابات التي تفرض أمنها بالمنطقة. وتساءل المتضررون عن سبب عدم فتح مركز الدرك الملكي الذي تكلفت الإدارة العامة للدرك الملكي بمصاريف بنائه وتجهيزه منذ سنتين بقلب مركز جماعة الفضالات، مؤكدين أن جماعة الفضالات وحدها تضم أزيد من 13000 نسمة، وأن المنطقة كلها بها أزيد من 40 ألف نسمة تعيش تحت رحمة اللصوص وقطاع الطرق، وأن جماعة أولاد يحيى لوطا تعيش يوميا جحيم سطو العصابات غير المسبوق. وتأمل الساكنة في تدخل عامل عمالة ابن سليمان من أجل وضع حد لعمليات السطو، بالتدخل لدى الإدارة العامة للدرك الملكي من أجل تزويد مركز الفضالات بالموارد البشرية اللازمة، خصوصا أنه زار المنطقة ووقف على احتياجاتها. وذكر مصدر مسؤول بالجماعة القروية الفضالات، حيث يوجد مركز القيادة، أن الوضع بالمنطقة غير آمن، لا من حيث تنظيم المرور على طول الطريق الرابطة بين ابن سليمان والدار البيضاء، ولا من حيث الحراسة العادية لممتلكات الساكنة، وأكد أن عدة مستثمرين يرغبون في الاستثمار بالمنطقة ويتخوفون من عدم وجود ضمانات أمنية لحماية استثماراتهم، وأشار إلى أن بنكين وطنيين، يرغب مسؤولوهما في إحداث وكالتين بنكيتين بالمنطقة، وينتظر أن يتم إرساء الأمن بالمنطقة.