ألهبت تقلبات أسعار المواد الأساسية في الأسواق الدولية أثمنة بعض المواد الغذائية الأساسية في الأسواق المغربية، حيث ارتفعت قنينة زيت المائدة لجميع الشركات المنتجة له بنحو درهمين خلال شهر دجنبر الفارط، مع توقع المزيد من الارتفاع في الأسعار، حيث عمدت هذه الشركات إلى تنفيذ زيادة طفيفة بشكل تدريجي على أسعار الزيت في البيع بالجملة، بمعدل 40 سنتيما كل مرة. وكانت آخر مرة تتم فيها الزيادة هي الأسبوع ما قبل الماضي، حسب إفادات أحد تجار المواد الغذائية بالتقسيط. وهكذا انتقل سعر قنينة لتر واحد من 14درهما إلى 16 درهما بالنسبة لمنتوج واحد ومن 13.5 درهما إلى 15.5 درهما بالنسبة لباقي المنتجات. وأضاف المصدر السابق أن مسؤولا تجاريا في إحدى كبريات شركات صنع زيت المائدة أخبر تجار المواد الغذائية بالجملة أن هناك احتمالا لتنفيذ المزيد من الزيادة في الأسعار مستقبلا تحت ضغط التقلبات الدولية لهذه المادة الأساسية، التي يعتمد المغرب على وارداتها في تلبية حاجياته الداخلية. ويجري الحديث عن زيادة إضافية تصل إلى درهمين في بيع قنينة الزيت. من جانب آخر، طبقت شركة «ألطاديس» لإنتاج وتوزيع التبغ في المغرب زيادة في جميع الأصناف التي تروجها في المغرب بمعدل نصف درهم للعلبة، سواء أنواع التبغ المستوردة مثل «فورتونا» و«لاغولواز» أو المنتجة محليا مثل «كزا» و«ماركيز» و«أولمبيك». ويعزى سبب الزيادة في شروع إدارة الجمارك ابتداء من فاتح يناير 2011 في تطبيق نظام ختم جمركي على علب السجائر داخل المصانع المنتجة، بغرض التأكد من تصريح الشركة المنتجة إلى الأرقام الحقيقية للإنتاج لدى السلطات الجمركية، إلى استخلاص إجمالي الضريبة الداخلية على الاستهلاك. وقد سبق لجريدة «المساء» أن نشرت خبرا في شهر شتنبر الماضي عن زيادة محتملة في أسعار السجائر مع بداية العام الجاري، حيث ستكون شركة «ألطاديس» ملزمة بدفع مقابل ختم الجمارك على كل علبة سيجارة مقداره 50 سنتيما. وشملت الزيادات في أسعار المواد الغذائية اثنين من أنواع القطاني الأكثر استهلاكا في المغرب، ويتعلق الأمر بالعدس واللوبياء المستوردين وليس النوع المنتج محليا، حيث زيد في الكيلوغرام الواحد من العدس 2.2 درهم لينتقل من 13.8 درهما إلى 16 درهما، فيما ارتفع سعر اللوبياء من 12 درهما إلى 15 درهما للكيلوغرام الواحد، في حين لم تطرأ على أسعار الفول أي زيادة نظرا لأنه يتم سد الطلب الداخلي بالإنتاج الوطني من هذه المادة. وبخلاف منحنى الارتفاع الذي تعرفه عدة مواد استهلاكية في الأشهر الماضية، عرفت أسعار علب الشاي، سواء الصغيرة أو الكبيرة، انخفاضا مع بداية شهر دجنبر الماضي ب50 سنتيما للعلبة الصغيرة و90 سنتيما للعلبة الكبيرة، وهي المادة التي عرفت زيادة كبيرة في الأشهر الماضية نتيجة تقلص إنتاج الصين، التي يستورد منها المغرب الأغلبية الساحقة من حاجياته من هذه المادة. وحسب نشرة لمديرية الدراسات والتوقعات الاقتصادية حول تطورات أسواق المنتجات الأساسية في العالم لشهر دجنبر، فإن كافة المواد الخام الأساسية شهدت ارتفاعا في أسعارها داخل الأسواق العالمية، سواء تعلق الأمر بالصوجا الذي ينتج منه زيت المائدة، أو القمح أو الذرة أو السكر، حيث انتقل سعر الطن الواحد من الصوجا من 485 دولارا في نونبر الماضي إلى 525 دولارا في دجنبر المنصرم، والحبوب من 276 دولارا للطن إلى 315 دولارا، والذرة من 239 دولارا إلى 259 دولارا للطن، والسكر من 35.4 دولارا إلى 38.5 دولارا للطن.