أصيبت المئات من «داليات» العنب بمكناس بمرض «التدرن التاجي»، أي سرطان النباتات أو الأورام، وهو مرض بكتيري يصيب الفاكهة وجذور أشجارها. وتضررت من هذا المرض حوالي 15 ضيعة فلاحية، وفق ما أفاد به المركز الجهوي للبحث الزراعي بمكناس في بلاغ له. وأوضح مدير البحث وتنسيق الوحدة العلمية لوقاية النباتات بالمركز، حسن أشباني، في تصريح لوكالة المغرب العربي، أن التدرن التاجي أو سرطان النباتات أصاب عدة ضيعات تخص فلاحين استوردوا شتلات من إيطاليا من صنف «ريد غلوب» و»الموسكا» عبر بعض الوسطاء سنة 2008 ولم يظهر المرض إلا بعد مرور سنتين في المناطق السفلى للدالية على شكل أورام، وأن خطورته تتعلق بهذه النقطة حيث لا يظهر المرض مباشرة على الشتلات المثمرة، لكنها تظهر على العموم بعد سنتين من زرعها. وأضاف المصدر نفسه أن إصابة أزيد من 20 في المائة من أشجار الضيعة بالمرض يستدعي حرقها بالكامل. وأكد المصدر نفسه أن التحاليل المخبرية التي أجريت أظهرت أن نسبة الإصابة تختلف من ضيعة إلى أخرى، وحتى مفعول المواد الكيماوية التي يعتمد عليها في معالجة الأمراض البكتيرية يكون ضعيفا، الأمر الذي يتطلب، حسب المصدر نفسه، حرق كل شجرة مصابة منعا لانتشار المرض بالإضافة إلى تعقيم وسائل البستنة المستخدمة في الضيعة. وعن سبل تفادي إصابة الشتلات بهذا المرض البكتيري دعا المصدر نفسه إلى وضعها في ماء ساخن حرارته 50 درجة مائوية لمدة 30 دقيقة قبل زرعها، مذكرا بأن استعمال المضادات الحيوية في مثل هذه الحالات ممنوع في المغرب لما له من نتائج جانبية على الصحة. ويذكر أن هذا المرض لا يصيب أشجار العنب فقط، بل هو مرض بكتيري يصيب مختلف الأشجار المثمرة كالتفاح والإجاص والزيتون والخوخ والبرقوق والجوز واللوز وأشجار غابوية أخرى. وأطلق على هذا المرض «التدرن التاجي» لأن «التدرنات» أي الأورام كثيرا ما تصيب منطقة التاج في الشجيرات والشتلات، وذلك لا يمنع من حدوث الأورام الناتجة عن بكتيريا التدرن التاجي التي تظهر في الجذور والسيقان والأفرع لعدد كبير من النباتات العشبية، والخشبية التي تنتمي إلى أكثر من 140 جنسا وأكثر من 60 عائلة وهو كثير الانتشار في معظم أنحاء العالم ويصيب الأشجار المثمرة وأيضا نباتات الزينة ونباتات البطاطس.