سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
غضب وسط أعضاء حزب «المصباح» بسبب رد فعل بنكيران ودعوات لعقد مؤتمر استثنائي تحركات «غير عادية» لأغلبية ساجد لبحث إعادة تشكيلة مجلس البيضاء وطرد «العدالة والتنمية»
تسود حالة من الاستغراب الشديد وسط صفوف أعضاء بحزب العدالة والتنمية بالعاصمة الاقتصادية للمملكة بعد رد الفعل الذي وصف ب «البارد» من طرف قيادة الحزب إزاء «الصفعة»، التي وجهت إليه باستقالة عضوه القيادي عبد الرحيم وطاس وانضمامه إلى التجمع الوطني للأحرار. وذكرت مصادر على علاقة بالملف ل«المساء» أن الغليان الذي تشهده مؤسسات الحزب بالدارالبيضاء بعد الاستقالة جعل جميع المسؤولين يطالبون الأمين العام للحزب عبد الإله بنكيران بالحضور لبحث سيناريوهات الرد على «الصفعة التي نعتقد أن «البام» هو من يقف وراءها». وحسب المصادر نفسها، فإن «حضور بنكيران برفقة عبد الله باها إلى الدارالبيضاء واجتماعه بالمستشارين الجماعيين وأعضاء الكتابة الجهوية ليلة أول أمس زاد الطين بلة. إذ أنه حرص على أن تكون الكلمة التي ألقاها عبارة عن «توجيهات لرص الصفوف ومواجهة التحديات بروح إيمانية صلبة». وتؤكد مصادر «المساء» بأن بنكيران تحدث عن وطاس قائلا: «راه عزيز عليا بزاف»، وخاطب الحاضرين بقوله: «كان خصو يتصل بنا في الأمانة العامة قبل الإقدام على الاستقالة». ولام بنكيران الأعضاء الذين كانوا يعلمون بخبر اعتزام وطاس الاستقالة على عدم تبليغه بها، قبل أن يشدد على الحاضرين بعدم الحديث إلى وسائل الإعلام بشأن هذه التطورات. وتشرح المصادر نفسها بأن اللقاء، الذي استمر أكثر من ساعتين وحظيت فيه كلمة بنكيران بنصيب الأسد قبل تدخل باها، الذي حاول من جانبه تهدئة الأوضاع، لم يحسم في المشاكل القائمة والأفكار المقترحة لمواجهة الأزمة الحالية، في الوقت الذي تعقد عناصر الأغلبية المسيرة لمجلس مدينة الدارالبيضاء سلسلة لقاءات متواصلة لإعادة النظر في التحالفات القائمة والحسم في سيناريو إعادة تشكيلة المجلس وطرد العدالة والتنمية إلى المعارضة. ووصفت مصادر مطلعة محاولة بنكيران وباها التهدئة ب«أنها خطأ كبير لأن الغليان يعم صفوف أعضاء الحزب الذين ينتظرون رد فعل قوي». وتأكد ل«المساء» أن أعضاء الحزب بالبيضاء يبلورون اقتراحا سيطرحونه على قيادة الحزب قريبا، ويتعلق بعقد مؤتمر استثنائي للحزب بالمدينة وإعادة انتخاب الكاتب الجهوي وإعادة تشكيلة تسيير مؤسسات الحزب بالبيضاء لمواجهة ما يصفونه بالتداعيات المستقبلية لاستقالة وطاس واحتمال سحب بساط المشاركة في تسيير مجلس المدينة من تحت «المصباح». وعلمت «المساء» أن لقاء جمع قيادات الحزب بمنزل عبد الرحيم وطاس المستقيل بعيد إعلانه الاستقالة شفهيا قبل أن يقدمها كتابيا لعبد الرحمان اليعقوبي، الكاتب الإقليمي بالحي المحمدي عين السبع، حيث امتد اللقاء إلى ساعات الصباح الأولى، وسط أجواء مشحونة، إذ انهار أحد المستشارين الجماعيين المقربين من وطاس بالبكاء قبل أن ينهره قيادي بالحزب قائلا: «إلى بقا فيك سير تبعو». ومقابل هذه التطورات، تأكد ل«المساء» أن «تحركات» تجري في الاتجاه المقابل، حيث تعقد عناصر الأغلبية المسيرة لمجلس مدينة الدارالبيضاء اجتماعات وصفت ب «الماراطونية» داخل منازل بعض الأعضاء لمناقشة سيناريو تقديم استقالة جماعية لإعادة تشكيلة المجلس بدون العدالة والتنمية، وهو السيناريو الذي حاول العمدة ساجد نفيه في تصريح «غامض» عندما قال إن «نية استقالته غير موجودة» دون أن يستبعد إعادة النظر في التشكيلة. وحسب مصادر «المساء»، فإن فيضانات الدارالبيضاء وسهام النقد الموجهة إلى «ليدك» هي التي فجرت ملف العدالة والتنمية وتحالفاته داخل مجلس المدينة، ودفعت وطاس إلى الاستقالة، «علما أنه كان من المؤيدين للعمدة ساجد في دفاعه المستميت عن «ليدك»، عكس المستشارين الآخرين الذين كانوا يطالبون بمحاسبتها، خاصة مع الفظائع التي كشفت عنها الفيضانات الأخيرة».