ظهرت عدة حالات من نصب أبطالها أشخاص ينحدرون من دول إفريقية وضحاياها مواطنون من جهة فاس وتازة وسببها طمع هؤلاء في الربح السريع وغير القانوني. المصادر أكدت أن هؤلاء الأفارقة الذين يستعملون عادة القطارات وحافلات «الساتيام» والمقاهي والفنادق الفاخرة يوهمون الضحايا بأنهم يمتلكون حقائب مملوءة بالعملة الصعبة تمكنوا من إدخالها إلى المغرب بطرق ملتوية ويودون التعاون مع مغربي لصرفها. ويظهر هؤلاء «النصابة» إحدى الحقائب التي تبدو فيها الأوراق النقدية مصبوغة بصباغة سوداء تحتاج إزالتها إلى استعمال قطرة خاصة مستوردة تحت الطلب من إيطاليا، حيث المافيات المتخصصة في التزوير ذائعة الصيت على الصعيد العالمي. ولأن هؤلاء الأفارقة، عادة ما يخبرون ضحاياهم بأنهم لسبب ما فقدوا الجزء الأكبر من هذه القطرة، فإنهم يطلبون منهم إجراء تجربة تثبت صحة الإدعاء. ونظرا لاحتراف هؤلاء الأفارقة لهذه العمليات، فإنهم يوهمون الضحية الذي يختار عينة من هذه النقود المصبوغة بالأسود بأنهم قادرون على إزالة الصباغة بالقطرة ويطلبون منه صرفها. وسرعان ما تقع الضحية في الفخ جراء الحلم بالثراء السريع، فيطلب منه هؤلاء مدهم بقدر من المال، مقابل ترك الحقائب المليئة بالعملة الصعبة لديه كضمانة، إلى حين الإتيان بالقطرة السحرية للتمكن من إتمام عمليات إزالة الصباغة السوداء على النقود، وبمجرد ما يتسلم هؤلاء المال يتبخرون في الهواء. وقالت المصادر إن أحد الأشخاص بتازة فقد على إثر هذه العملية حوالي 10 ملايين سنتيم، وآخر في فاس خسر 5 ملايين سنتيم، أما الثالث ففقد حوالي مليوني سنتيم. وطبقا للمصادر ذاتها، فإن هؤلاء الضحايا لا يستطيعون عادة التقدم بشكايات إلى الجهات الأمنية لأنهم يخافون من مواجهة تهم تتعلق بتزوير العملات الأجنبية والمشاركة في عمليات التزوير وعدم الإبلاغ عن هذه العصابات الأجنبية المتخصصة في النصب والتزوير. وفي السياق ذاته، يشتكي عدد من مستعملي الشبكة العنكبوتية في الجهة من توصلهم برسائل إلكترونية من جهات تقول إنها تنحدر من دول إفريقية ولها مسؤوليات كبيرة في دولها وتطالب صاحب البريد الإلكتروني بالتعاون لتهريب النقود أو المشاركة في أعمال تجارية غير قانونية. وقال أحد المشتكين إنه توصل مؤخرا برسالة من شخص يدعي أنه مسؤول بالبنك الإفريقي بواغادوغو ببوركينا فاصو يخبره فيها بأنه حصل على عنوانه بمحض الصدفة ويطلب منه التعاون لتنقيل مبلغ مالي يقدر ب20 مليون دولار أمريكي كوديعة متخلى عنها في هذا البنك ويرغب صاحب الرسالة في تهريبها. وقبل إتمام العملية تطلب الرسالة معلومات عن المرسل إليه ورقم حسابه البنكي وهاتفه الخاص ورقم الفاكس. وذهبت المصادر إلى أنه عادة بعد إعطاء هذه المعلومات الأولية يطلب من المرسل إليه إرسال مبلغ مالي لتسديد رسوم عملية تنقيل الأموال. ومباشرة بعد العملية تذهب الأحلام أدراج الرياح، إذا لم يقم هؤلاء بعمليات نصب أخرى باسم الضحية واختراق حسابه البنكي بعدما أن تزودوا بمعلومات كافية عنه.