تعرضت أسرة رضا، الطفل الذي اتهم والده بإضرام النار في جسده والذي ما زال بالمستشفى، إلى الاحتيال من قبل شخص قدم نفسه على أنه يمثل القنصلية الفرنسية بمراكش، واتصل هاتفيا بالأسرة مؤكدا لها استعداده لتقديم كل المساعدة الممكنة من أجل أن يجري رضا عملية جراحية بفرنسا. وتلقت الأسرة برقية عن طريق «بريد المغرب» تحمل عنوان القنصلية الفرنسية بمراكش، يطلب فيها شخص، يسمى شكير، منها أن ترسل الملف الكامل لرضا على عنوان القنصلية، وسجل رقم هاتفه بالرسالة. وأوضحت العائلة ل«المساء» أنه بعد نشرها إعلان طلب المساعدة بإحدى الجرائد، توصلت بالرسالة المذكورة، واتصل بها شخص عبر الهاتف يخبرها بأنه يمثل منظمة «أطباء بلا حدود»، وأن جميع الترتيبات اتخذت من أجل نقل رضا إلى فرنسا، وأن القنصلية الفرنسية ستمنحه الإذن بالدخول إلى ترابها دون الحاجة إلى تأشيرة، وطلب من الأسرة أن تبعث إليه بمبلغ 1500 درهم عبر مؤسسات تحويل الأموال وإرسال الرقم السري إليه كي يتمكن من تسلم المبلغ الذي اعتبره مجرد مصاريف للملف. بعثت الأسرة ملف رضا إلى القنصلية الفرنسية بمراكش، غير أنها لم تبعث المبلغ المالي كما طلب الشخص المتصل. وظلت العائلة تنتظر تنفيذ الوعود التي تلقتها، غير أنها فوجئت باتصال من القنصلية الفرنسية تتساءل فيه عن سبب إرسال الأسرة للملف ونشعرها بأن لا علم لها بهذه القضية. وأكدت القنصلية في اتصال بالأسرة أنها لم تبعث بأي رسالة، وأنه لا وجود لهذا الشخص ضمن العاملين في حضنها، وطلبت من الأسرة مدها بالبرقية المتوصل بها والتي جاء في عنوان المرسل مندوبية المصالح الاجتماعية المختلطة بالقنصلية الفرنسية بمراكش، وكان مضمونها مختصرا يطلب بسرعة إعداد الملف والاتصال بالسيد شكير عبر رقم هاتف محمول. وحاولت الأسرة الاتصال بالرقم غير أنها وجدته مغلقا، كما أن رقم فاكس -كان قد منحه إياها من أجل إرسال الملف الطبي عبره بعدما ادعى أنه يخص عيادة إحدى الطبيبات، تبين أنه خاص بإحدى المكتبات. ومن جهة أخرى، ما يزال ملف رضا، البالغ من العمر 11 سنة، في مرحلة التحقيق، كما يوجد الطفل حاليا بمستشفى ابن رشد بالدار البيضاء بعدما ظل لما يقارب السنة بمستشفى الأطفال ابن سينا بالرباط، وقد أجريت له عملية على قدميه. وكان رضا قد دخل المستشفى وأخبر الأطباء أنه أصيب بحروق بسبب قنينة غاز، غير أنه صرح بدعها بأنه كان ضحية تعذيب على يد والده الذي صب عليه قنينة «دوليو» وأمسك ولاعة أوقد بها النار بجسده، مما نجمت عنه إصابته بحروق من الدرجة الثالثة، خاصة على مستوى القدمين.