قال الفنان حسن ميكري الرئيس المؤسس للجنة الوطنية للموسيقى, إن مجيد بقاس الذي سيتسلم غدا الأربعاء بالمسرح الوطني محمد الخامس جائزة الفارابي التي تمنحها اللجنة, حافظ على خصوصية موسيقى كناوة وأصالتها, بالرغم من مزجها بألوان موسيقية أخرى. وأوضح ميكري, أن ما يميز الأعمال الفنية لبقاس الذي مزج موسيقى الكناوي بألوان موسيقية جذورها إفريقية كالبلوز والجاز, هو أنها تعبر عن مكنونات الروح وعن السلام والقيم الإنسانية المشتركة, ويمنح بلمساته الإبداعية الخاصة لكل عمل ينجزه انسجاما واضحا. وتم اختيار بقاس لتتويجه بجائزة الفارابي للموسيقى, يقول ميكري في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء, لاعتبارات عدة منها إساهمه في الإشعاع العالمي لموسيقى "كناوة" من خلال سعيه الدؤوب لتطوير هذا اللون, والتنوع الملحوظ في إيقاعاته, وانفتاحه على روافد موسيقية كونية, فضلا عن ملكاته في العزف على عدد مهم من الآلات. وفي هذا السياق أشار ميكري إلى أن بقاس هو مبدع "بلوز كناوة الإفريقي" النابع من الشكل الجديد للتعبير الموسيقي الروحي ل` "الجذبة الكناوية", وذلك بفضل تكوين موسيقي رصين وخبرة ناتجة عن احتكاكه المباشر مع "المعلمين" الكناويين, فضلا عن العمل مع كبار الموسيقيين من دول مختلفة. وقال إن مجيد بقاس, نجح في أن يجعل اللون الكناوي يتحد وينصهر مع مقطوعات موسيقية من أداء عازفين كبار من جنسيات مختلفة. يشار إلى أن الفنان مجيد بقاس العازف والمؤلف الموسيقي, ينحدر من منطقة زاكورة, التي تزخر بإيقاعات موسيقية غنية منها على الخصوص "أقلال" و"الركبة". ودرس بقاس, أولا علوم الإعلام بالرباط, قبل أن يلج عالم الموسيقى من خلال دراستها بالمعهد الموسيقي, ورغم ذلك ترك المعلم باحمان, أستاذه بمدينة سلا, أثره الواضح على مساره الفني, حيث مكنه من اكتشاف خبايا "تكناويت" من خلال حضوره "ليالي كناوة" والتعمق في أسرار هذه الموسيقى وبعدها الكوني. وأصدر مجيد بقاس عددا من الألبومات مع شركات فنية مختلفة من بينها شركات أوروبية جعلته يتمتع بشهرة في عدد من الدول الأوروبية, كما شارك في تظاهرات عالمية مرموقة منها "غرونوبل جاز" و"وميكس" و"مهرجان الصويرة". وقد سبق لموسيقيين مرموقين أن فازوا بجائزة الفارابي, التي تنظم بتعاون مع المسرح الوطني محمد الخامس وجمعية أبي رقراق, ومن بينهم عازف العود المغربي الكبير سعيد الشرايبي والفنانة سميرة القادري وزبيدة الإدريسي وبلعيد العكاف.