قدم الفنان حميد القصري, مساء أمس الاثنين بدكار, عرضا فنيا كناويا, أبرز فيه برفقة مجموعته " طيور كناوة " الجذور الافريقية لهذا اللون وقدرته الخارقة على تجاوز الحدود والإبهار. ونجح الحفل , الذي قدم في إطار المشاركة المغربية في فقرات الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفنون الزنجية, في أن يقدم موسيقى كناوية أصيلة و مبتكرة لجمهور هذه التظاهرة الموسيقية الافريقية التي تعرف تنظيم حفلات لموسيقيين من مختلف البلدان. ومما زاد من روعة العرض , هو ذلك التجاوب الكبير بين أعضاء فرقة "طيور كناوة" مع الأنغام الصادرة من "هجهوج" المعلم القصري خاصة برقصاتهم الدالة والمتناغمة وإيقاعات "القراقب " (آلات موسيقية من الحديد), مما أمتع الجمهور , ومنه أفراد من الجالية المغربية المقيمة بالسنغال. وتحت إلحاح الجمهور, الذي يهتف بأحد أغاني القصري الذائعة الصيت "للا ميمونة", يصعد حميد القصري من جديد إلى منصة الحفل مع فرقة " حسن حكمون". وكانت مفاجأة الحفل, صعود أسطورة الراي , الشاب خالد, الذي انضم لحميد القصري فأديا في "ديو" مغاربي مقاطع موسيقية عبارة عن مزج بين الراي والكناوي التي ألهبت حماس الجمهور الذي ينتمي لجنسيات مختلفة. وكان الحفل ايضا مناسبة للجمهو لاكتشاف موهبة مغربية جديدة ويتعلق الأمر بمليكة زارا , الشابة المغربية المقيمة بالولايات المتحدة , التي بدأت تفرض نفسها في عوالم الجاز الأميركية. تؤدي مليكة نوعا من الجاز "خاص" بها , تستعين فيه بآلتي "العود" و"الدربوكة" وبرفقة موسيقيين من جنسيات مختلفة, إذ تبرز هويتها العربية والأمازيغية. وفي تأكيد لهذه الهوية تغني الشابة مليكة باللغات الإنجليزية والعربية والفرنسية والأمازيغية, اللغات التي تتجاور وتتحاور في أغنية واحدة. وستتواصل المشاركة المغربية في هذا المهرجان الافريقي, تحت إشراف وفد من وزارة الثقافة, بعروض مختلفة ومتنوعة. وسيختتم يوم المملكة بالمهرجان بلمسات جمالية مغربية , حيث يبرز غنى الثرات الثقافي للمملكة, وذلك بتنظيم حفل للزفاف على الطريقة المغربية .