أكد المشاركون في لقاء نظم, اليوم الثلاثاء بالرباط, حول موضوع "الجهوية, التنمية والديمقراطية: المغرب وإسبانيا تجربتان للمستقبل", أن بلورة نموذج جهوي مثالي قادر على تحقيق التنمية بجميع تجلياتها, يمر أساسا عبر تكوين نخب محلية حريصة على المصلحة العامة ومؤهلة لتسيير الشأن العام. وأوضحوا خلال هذا اللقاء , الذي يعرف مشاركة ثلة من المسؤولين المحليين والمثقفين والخبراء في مجال الجهوية بكل من المغرب وإسبانيا, أن الجهوية المثالية تقتضي إيجاد نخب محلية تحمل هم النهوض بالجهة, لاسيما على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية, وذلك بشكل يدع جانبا الخلافات السياسية والمصالح الشخصية. وفي هذا السياق, قال البرلماني عن جهة إكستريمادورا, إغناسيو سانتشيث أمور, في مداخلة له, إن الجهوية تعتبر الصيغة المواتية لحل كافة الإشكاليات المرتبطة بالتنمية المحلية, والحل الأنسب لأرساء الديمقراطية, معتبرا أن المشكل لا يكمن في التنظير للجهوية بقدر ما يكمن في تطبيقها على أرض الواقع. وبعد استعراضه للتجربة الإسبانية الطويلة في مجال الجهوية, دعا المحاضر إلى استنباط أسس النموذج المغربي للجهوية من المقومات الثقافية والاقتصادية والاجتماعية والسياسية والجغرافية التي تنفرد بها المملكة, مشيرا إلى "أن ذلك لا يمنع من استلهام خاصيات بعض التجارب الناجحة في هذا المجال, لاسيما النموذج الإسباني". من جانبه, أكد النائب البرلماني لحسن الداودي, أن التقسيم الجهوي المطبق بالمغرب منذ سنة 1997, لم يعد يواكب مسلسل التنمية والتحديث الذي انخرط فيه المغرب, مشيرا إلى أنه أضحى من اللازم على ضوء التحولات التي شهدتها المملكة خلال العشرية الأخيرة, نهج تقسيم جهوي جديد كفيل بتحفيز الإقلاع الاقتصادي المنشود. ويرى النائب الداودي أن التدبير المركزي للشأن المحلي لم يعد يتوفر على جميع الآليات التي تتيح له معالجة القضايا والإشكالات المحلية بالكيفية المناسبة. ينظم اللقاء على مدى يومين من طرف مؤسسة المعهد الدولي للمسرح المتوسطي وجامعة محمد الخامس- أكدال, بدعم من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي والتنمية وسفارة إسبانيا بالرباط, ورئاسة الحكومة المستقلة بجهة أندلثيا- لامنتشا ورئاسة الحكومة المستقلة بجهة إكستريمادورا وفيدرالية الجامعات الشعبية بإسبانيا.