دخل الإضراب عن الطعام الذي يخوضه سبعة من معتقلي سيدي مومن الثمانية، بينهم مصاب بداء السكري، مضرب عن الدواء أيضا، يومه السادس على التوالي، احتجاجا على ما اعتبره المعتقلون «تعسفا» من السلطات، التي عمدت إلى «تلفيق» تهم لهم من أجل ثنيهم عن مساندة المتضررين في ملف السكن في منطقة سيدي مومن، ومنهم أسرة المواطن علي بهمة، وزوجته وأطفاله الذين اضطروا للعيش في الشارع بعد اعتقاله. وقد حددت المحكمة الابتدائية في عين السبع اليوم الثلاثاء موعدا لانطلاق محاكمة المعتقلين، حقوقيين وجمعويين ومراسلين صحافيين، خمسة منهم بتهمة تخريب ممتلكات الدولة، والاعتداء على عون سلطة، وثلاثة آخرين بتهمة التحريض على العنف. وينتظر أن توازي هذه المحاكمة وقفة احتجاجية أمام مقر المحكمة، من تنظيم سكان حي سيدي مومن الصفيحي، بمشاركة هيآت حقوقية ونقابية، للتنديد بما تعرض له المعتقلون وبالتلاعبات التي تشهدها عملية إعادة إيواء السكان. وأكدت مصادر «المساء» أن منطقة سيدي مومن تشهد «احتقانا» اجتماعيا، نتيجة التأخير الحاصل في عملية إعادة إسكان قاطني دور الصفيح في سيدي مومن، وقالت إن التعثرات التي يشهدها ملف السكن يعزى إلى غياب إرادة حقيقية لدى المسؤولين قصد إيجاد حل للمشكل في أقرب وقت ممكن، ومرد ذلك، تضيف المصادر نفسها، اعتبار المنطقة خزانا للأصوات. وكانت السلطات في مقاطعة سيدي مومن قد اعتقلت في الخامس عشر من الشهر الجاري، عددا من المحتجين، الذين آزروا أسرتين، الأولى أسرة مواطن هدمت خيمته البلاستيكية التي بناها لإيواء أسرته بعدما أقدمت السلطات المحلية على هدم بيته، نتيجة عدم استفادته من الإحصائيات التي شملت سكان الحي العشوائي المسمى «جردة مولاي علال»، الواقع بالمحاذاة من كاريان الرحامنة في سيدي مومن القديم، الأمر الذي اعتبره علي بهمة، المواطن المتضرر، حرمانا وإقصاء «تعسفيا». والثانية أسرة مواطن يدعى مصطفى حجلي، هُدم منزله وألقي به، رفقة ابنه المعاق، في الشارع. وفيما تتحدث السلطات عن اعتداء على عون سلطة وتخريب لممتلكات الدولة، أفاد المعتقلون الثمانية (بوشعيب النوري، أحمد بوسنة، حسن الحداد، محمد الحيان، نور الدين الرياضي، محمد الدليمي وعبدون لغليمي، إضافة إلى علي بهمة المتضرر) أن «بعض أعوان السلطة قاموا بضرب عدد منهم والاستيلاء على آلتين للتصوير وعلى مبلغ مالي وأن أحد هؤلاء الأعوان قام بتكسير زجاج إحدى الواجهات للمقاطعة، كي يتم اعتقال الجميع بتهم «ثقيلة»، خاصة بعد أن تظاهر أحدهم (الأعوان) بأنه مغمى عليه»، يقول المعتقلون الذين يساندون المتضررين من الاختلالات التي يشهدها ملف إعادة إسكان قاطني دور الصفيح في سيدي مومن.