حذر مئات العمال السابقين في منجم جرادة، من المصابين بداء السحار السيليسي (السيليكوز) القاتل، من تدهور خطير تعرفه صحتهم، بسبب ضعف الرعاية الصحية وبُعد المستشفى الوحيد عن مقرات سكنهم، ونبهوا السلطات المحلية وعامل الإقليم وممثلي وزارة الصحة إلى أنهم سيضطرون لخوض أشكال احتجاجية «غير مسبوقة» لحماية حقوقهم في حالة لم تتم الاستجابة لمطالبهم. وأكد العمال الغاضبون في تصريحات متطابقة ل«المساء» أن ممثلي السلطة المحلية ظلوا يتفرجون «علينا ونحن نتساقط موتى الواحد تلو الآخر بسبب السيليكوز، في الوقت الذي عجزوا عن الالتزام ببنود الاتفاقات السابقة التي مهدت لإغلاق المنجم بشكل نهائي عام 2001». ويطالب العمال بتجهيز الوحدة الصحية «ابن رشد» الموجودة وسط المدينة، عوض إغلاقها، وتوجيه المرضى إلى المستشفى الإقليمي في قرية «لعوينات» المجاورة، حيث أكدوا ل«المساء» أن بعد المسافة يزيد من ثقل «معاناتنا، حيث نضطر لطلب العون من الجيران أو المعارف لنقلنا إلى المستشفى، ويصاب بعضنا بأزمات تنفسية حادة منتظمة، وخاصة في أوقات متأخرة من الليل في مدينة «يسكن» فيها كل شيء مع الثامنة ليلا». كما يوضحون أن توفير طبيب مداوم مختص وعلى علم بالمرض القاتل صار أمرا ضروريا، مضيفين أنه إلى جانب المطالب الصحية، فإن وزارة التشغيل صارت ملزَمة بتسريع وتيرة الزيادة في الإيرادات بالنسبة إلى العمال وذوي ضحايا حوادث الشغل والأمراض المهنية في المدينة وتقريب إدارة صناديق العمل منهم والإبقاء على مقر إدارة مفاحم المغرب مفتوحا في وجه العمال السابقين، إلى جانب عدم المماطلة في استخلاص مستحقات الخبرة الجماعية لدى صندوق المحكمة المختصة الموجودة في مدينة وجدة. وقد علمت «المساء» أن عشرات النساء من أرامل منجميين سابقين اللائي لم يستفدن من حقوقهن التي يضمنها القانون، سيشاركن في الأشكال الاحتجاجية المزمع اتخاذها، وقد يلجأن إلى الجمعية الخيرية في المدينة، للاستفادة من خدماتها «لأن وضعيتهن المادية باتت أكثر من مزرية»، حسب ما أكده ل«المساء» محمد عفاك، المنجمي السابق الذي خول له زملاؤه الحديث باسمهم. وعلمت «المساء» أن عامل إقليم جرادة سبق له أن التقى بممثلين عن العمال ووعدهم بالعمل على إيجاد حل للمشاكل العالقة «لكن، إلى حد الساعة، لم نر شيئا على أرض الواقع، وكل ما نسمعه ونراه هو الوعود تلو الأخرى».