ساد توتر غير عادي، زوال يوم الجمعة الماضي، حفل تنصيب الوالي عبد الله بن ذهيبة، الذي عينه الملك، يوم الخميس الماضي، واليا على جهة عبدة دكالة عاملا على إقليمآسفي خلفا للوالي محمد أجلموس، الذي لم يلتحق قط بمنصبه الجديد منذ أن غادر ولاية العيون في اتجاه الرباط، حيث تم الاستماع إليه من قبل اللجنة البرلمانية لتقصي الحقائق حول أحداث العيون. وكان حفل تنصيب الوالي بن ذهيبة، الذي جاء مرفوقا إلى قاعة الاجتماعات الكبرى بمقر ولاية آسفي بوزير الداخلية الطيب الشرقاوي، قد عرف حضور والي آسفي المحال على التقاعد، العربي الصباري الحسني، بعد أن كان غادر المدينة سرا جراء عدم تمكن الوالي أجلموس من الالتحاق بمنصبه الجديد، وفضل أمام ذلك مغادرة المدينة وترك اختصاصاته للكاتب العام للعمالة. وكان لافتا للانتباه التجاهل الذي «خص» به وزير الداخلية الطيب الشرقاوي، أمام عموم الحاضرين، من سلطات قضائية وعسكرية ومدنية ومنتخبين وصحافة، والي آسفي السابق العربي الصباري، إذ اكتفى وزير الداخلية بتوجيه كلمة شكر جد مقتضبة لم تتجاوز كلمتين، وهو التجاهل الذي لاحظه كل من حضر حفل تنصيب الوالي الجديد عبد الله بن ذهيبة. وكان وزير الداخلية قد أصر، خلال حفل تنصيب الوالي بن ذهيبة، على عدم الاقتراب من الوالي الصباري المحال على التقاعد، وحرص على أن يبقى على مسافة معه، في حين أصر بالمقابل على الاقتراب والتحدث مع الوالي بن ذهيبة أمام عدسات المصورين، فيما بقي الوالي الصباري معزولا عن الجميع قبل الالتحاق بمنصة قاعة الاجتماعات، ليفاجأ الحضور بتجاهل تام في كلمة وزير الداخلية لوالي آسفي السابق الذي بقي 8 سنوات في منصبه، والاكتفاء بشكر جد مقتضب. وأشار مصدر مقرب من ولاية آسفي إلى أن تجاهل وزير الداخلية لوالي آسفي السابق يرجع أساسا إلى غضب وزارة الداخلية على العربي الصباري المحال على التقاعد بعد أن ترك المدينة في يد الكاتب العام للعمالة، وانسحب من مهامه كوال للجهة وفضل التوجه نحو مقر إقامته بالرباط، قبل أن يستدعى على عجل لحضور حفل تنصيب الوالي بن ذهيبة. وأضاف المصدر نفسه أن التقاليد والمسؤولية يقتضيان ألا يغادر أي وال محال على التقاعد منصبه إلا بعد أن يسلم السلط في حفل تنصيب رسمي لخلفه، وهي المسطرة التي لم يحترمها والي آسفي السابق بعد أن فضل ترك مسؤولياته للكاتب العام للعمالة والالتحاق بمقر سكنه الخاص بالرباط في الفترة التي تعثر فيها التحاق الوالي أجلموس بمنصبه.