في تطور ملفت لتداعيات تصريحات القيادية السابقة في جبهة البوليساريو، كجمولة بنت أبي، بخصوص أحداث العيون، داخل حزب التقدم والاشتراكية، اضطر محمد سعيد السعدي، الذي كان قد طالب بمعية قياديين في الحزب بطردها من الحزب الشيوعي السابق، إلى الانسحاب من اجتماع الدورة الثالثة للجنة المركزية للحزب، التي انعقدت يومي 18 و19 دجنبر الجاري ببوزنيقة. ووفقا لمصادر من اللجنة المركزية، فإن قرار انسحاب السعدي، رفقة أعضاء في اللجنة المركزية من المحسوبين عليه، من اجتماع دورة اللجنة المركزية، جاء بعد أن رفض عبد اللطيف أوعمو، رئيس الجلسة، الاستجابة لطلبه بالرد على تصريحات صحافية لقياديين في الديوان السياسي، هاجموا فيها كاتب الدولة الأسبق لدى وزير التنمية الاجتماعية والتضامن والتشغيل والتكوين المهني المكلف بالرعاية الاجتماعية والأسرة و الطفولة، الذي طالب بمعية نحو 80 قياديا من حزب التقدم والاشتراكية بطرد كجمولة بنت أبي، عضو الديوان السياسي للحزب، التي اتهمت الدولةَ المغربية، في تصريحات صحافية لوسائل إعلام إسبانية، ب«ممارسة العنف ضد السكان الأصليين للصحراء». وحمَّل هؤلاء القياديون، بينهم أسماء قيادية، من قبيل عبد القادر جويط ويحيى مكتوب ومحمد بوزيان وبنيونس الخطابي، في رسالة مفتوحة إلى الرأي العام، الأمين العام نبيل بنعبد الله مسؤولية عدم اتخاذ أي موقف ضد كجمولة، التي اعتبروا تصريحاتها «مسيئة إلى حزب التقدم والاشتراكية، المعروف بتاريخه ووطنيته وتمسكه بالوحدة الترابية للمغرب». وأوضح موقعو الرسالة أن « تصريحات القيادية السابقة في جبهة البوليساريو تضمنت مواقف لا تتماشى مع الموقف العام للحزب، بل هي مناهضة له ومتساوقة مع مواقف خصوم وحدتنا الترابية وحملاتهم الدعائية المغرضة». إلى ذلك، أبدت مصادر من اللجنة المركزية استغرابها من «التقدير والاحترام اللذين لاقتهما «النائبة الصحراوية بعد أن أسندت إليها عضوية رئاسة الدورة الثالثة، بالرغم من «المتاعب التي جلبتها للحزب بتصريحاتها حول أحداث العيون»، مشيرة إلى أن كجمولة وجدت تضامنا من لدن أعضاء لجنة المؤسسات العامة والجماعات المحلية والقضايا الوطنية، حين قدمت روايتها عما صدر منها من تصريحات أضرت بالقضية الوطنية، مؤكدة أنها لم تمس بالثوابت. وانضم بنعبد الله، خل ل تقديمه تقرير الديوان السياسي، إلى «مؤيدي» كجمولة، مشيرا إلى أن «الرفيقة كجمولة لم تمس ولو لحظة واحدة بثوابت البلاد، وبقناعاتها الوطنية الراسخة»، مشيرا إلى أن هناك «سعيا محموما، يائسا وبئيسا، إلى ضرب، في واقع الأمر، الحزب ومؤسساته القيادية، بل النيل من مكانة ودور الإجماع الوطني، الذي يعد أحد أهم أدوات هذه المعركة الوطنية المقدسة»، معتبرا أن الديوان السياسي دبر «القنبلة» التي كانت قد فجرتها النائبة الصحراوية بتصريحاتها ب«ترو وحكمة وتبصر»، حسب قوله.