مر الجمع العام السنوي للنادي القنيطري، في أجواء جد باردة، لم تتطلب، فيها، مدة تلاوة التقريرين الأدبي والمالي، والمصادقة عليهما بالإجماع، سوى ثلاثون دقيقة، بالتمام والكمال، عكس كل التوقعات والتكهنات، حيث خلا الجمع، الذي اكتمل نصابه القانوني، بحضور 59 منخرط من أصل 94، من أي نقاش حقيقي، أو طرح لتساؤلات، ظلت طيلة النصف الثاني، من الموسم الماضي، تتردد على كل لسان، لاسيما، من طرف المنخرطين أنفسهم، من الذين حضروا، وكانوا لا يتوانون في كيل سيل من الاتهامات إلى حكيم دومو، رئيس الفريق، منتقدين سوء تسييره وتدبيره لشؤون الفريق، قبل أن يتفاجأ المدعوون، لأشغال هذا الجمع، الذي تم عقده، بمقر القصر البلدي بالقنيطرة،الخميس الماضي، بسكونهم الرهيب، ولم يبد أي واحد منهم، ولو باعتراض واحد، على ما جاء في التقريرين الأدبي والمالي، وانصبت مجمل التدخلات، المحسوبة على رؤوس أصابع اليد الواحدة، في الشكر والثناء على مجهودات المكتب والنتائج التي حققها الفريق، حيث ظلت العبارة الوحيدة، التي تناوب جميع المتدخلين على ترديدها، محصورة في «الله يعاونك أسي دومو، الحصيلة مزيانة، ولك الصلاحية الكاملة، لانتخاب ثلث الأعضاء المتبقين»، قبل أن يختتموها بالتصفيقات، والهتاف باسم الرئيس. وقد خلص التقرير الأدبي الذي تلاه، عمر العوفي، نائب الكاتب العام، إلى أن التدابير المتعددة التي قام بها المكتب المسير لشؤون الفريق، أعطت أكلها، وأحد الأهداف المرجوة منها، والتي كانت متمحورة بالأساس، في ضمان بقاء النادي القنيطري بالقسم الوطني الأول. وحسب التقرير نفسه، الذي أشاد بما حققته باقي الفئات في مختلف البطولات، فإن النادي أصبح من بين % 8 من الأندية الوطنية التي تتوفر على إدارة دائمة، كما أنه يعد، وفق تقرير لجنة التقصي، التابعة للجامعة الملكية لكرة القدم، من ضمن % 17 من الفرق المهمة التي تعتمد خبيرا محاسبتيا في تدبيرها المالي، بالإضافة إلى وجوده من بين % 33 من الفرق المهمة التي تضع ميزانية مرتقبة، تمكنها من العمل وفق استراتيجية ناجحة. من جانبه، دعا عمر الشباخ أمين مال النادي القنيطري، كل الحاضرين إلى الافتخار بفريقهم «الكاك»، لأنه استطاع تحقيق نتائج جيدة، بالرغم من الإكراهات المادية التي عانى منها، مشيرا، إلى حرص المكتب المسير على ضبط إدارته لشؤون الفريق، على جميع الأصعدة، بما فيها الجانب المالي، الذي أوكل مهمة إعداده والتدقيق في أرقامه، لخبير محاسباتي محلف. واستنادا إلى ما جاء في التقرير المالي، الذي وزع على كل المتواجدين بالقاعة، فإن مداخيل النادي القنيطري بلغت 9.464.341,50 درهم، من بينها 805.000,00 درهم كموارد مالية متحصلة من عائدات الإشهار، في حين ناهزت المصاريف 11.431.196,94 درهم، حيث تم تخصيص مبلغ منها وصل إلى 2.170.000,00 درهم، لتطعيم الفريق بلاعبين جدد. وفي معرض تدخله، أشار حكيم دومو، رئيس الفريق، إلى أن الموسم الكروي القادم، سيكون صعبا، لكل مكونات النادي، نظرا، للمشاكل التي يطرحها غياب مدخول قار للنادي القنيطري، على حد تعبيره. ودعا دومو، إلى تكثيف الجهود، واقتراح الحلول البناءة، بعيدة عن كل الحزازات والصراعات، قصد الرفع من مستوى أداء الفريق، والدفع به، إلى اللعب على لقب البطولة، خلال الموسم القادم، أو احتلال المراكز الخمسة الأولى، الذي لن يتأتى، في نظره، إلا بتوفير ميزانية تفوق المليار ونصف.