دافع منظمو المهرجان الدولي للسينما في مراكش عن تحول المهرجان إلى قاطرة لخلق دينامية فنية واقتصادية تعود بالنفع على مراكش، وهو الشيء الذي بدأت تظهر بوادره في السنوات الأخيرة، كما تظهر بعض مؤشراته قبل انطلاق التظاهرة، التي يشرع في الإعداد لها بانتهاء كل دورة، فتنشط حركة الإعلانات واللقاءات الماراطونية، للتعريف بالمدينة الحمراء كوجهة سياحية مغرية (فنادق فاخرة، رياضات وصناعة تقليدية وسكان مضيافون). في هذا الإطار، اعتبر جليل العكيلي، الكاتب العام للمهرجان في تصريح سابق ل«المساء، أن «للمهرجان الدولي للفيلم في مراكش فوائد اقتصادية هامة على المدينة، فما يقارب ٪70 من الميزانية العامة للمهرجان تصرف في مراكش نفسها. خذ فقط نموذج الديكورات، التي يتم إنجازها في المدينة نفسها ولا تتم الاستعانة بمهارات من خارج المنطقة، وخصوصا من مدينتي الدارالبيضاء أو الرباط إلا في حالة عدم وجودها في مراكش، وفقط عند الضرورة القصوى.. وهكذا، فإن أزيد من خمسين عاملا مراكشيا من المنطقة الصناعية سيدي غانم يعملون على إنجاز مجموع الأعمال، مما يضمن الاستمرارية والديمومة لفرص العمل ويساعد على اكتساب مهارات فنية وتقنية يتم توظيفها في مناسبات وتظاهرات أخرى، كجائزة الحسن الثاني الدولية للكولف». وأضاف العكيلي أنه، خلال دورة السنة الماضية للمهرجان، استفاد أزيد من 200 شخص من عمليات جراحية ضد مرض «الساد»، تمكنوا بعدها من استعادة عافية أبصارهم، وقد قامت جهة مراكش خلال هذه السنة بتسجيل 250 شخصا سيستفيدون من نفس العملية المنظمة بتشارك بين مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم في مراكش ومؤسسة الحسن الثاني لطب العيون ووزارة الصحة. وسار المدير الفني للمهرجان في المنحى ذاته حينما اعتبر أن «هذه التظاهرة تساهم، بالإضافة إلى الترويج للمدينة الحمراء، في تنشيط الحياة الاقتصادية للمدينة بخلقها فرص شغل طيلة مدة المهرجان، وفي تحريك عجلة الخدمات بمختلف أشكالها». وأكد العكيلي أن «هذه التظاهرة السينمائية تشكل مناسبة أيضا يلتقي فيها مهنيو السينما المغاربة مع نظرائهم من مختلف بلدان العالم للتواصل وتبادل التجارب، أي أن المهرجان ليس فقط تظاهرة وملتقى لتلاقح الثقافات بل هو أيضا موعد يدفع بعيدا بصناعة السينما المغربية». وقد استطاع المهرجان الدولي للفيلم في مراكش، بفضل مصداقيته ومجهودات القيمين عليه، يؤكد برونو، الذي يشغل منصب المدير الفني للتظاهرة منذ سبع سنوات، أن يروج للثقافة المغربية ويعطيها إشعاعا دوليا، ليقف العالم بأسره على «قدرة المملكة على تنظيم تظاهرة ضخمة تضاهي في دقة تنظيمها ووزن الأسماء التي تحضرها تظاهرات سينمائية عالمية، من قبيل «كان» و«البندقية» و«برلين» و«سان سيباستيان»... ونقلت قصاصة لوكالة المغرب العربي للأنباء عن بعض المهنيين (تجار وأرباب بزارات ومطاعم ومقاه...) التأكيد على أن «مراكش تعرف خلال فترة المهرجان، بل وقبله وبعده، طفرة مهمة من الناحية الاقتصادية، لترتفع الإيرادات بشكل ملحوظ، مضيفين أن بعض المحلات التجارية تتجند لمواكبة هذه الحركية، بالرفع من سقف أوقات عملها، التي قد تمتد في بعض الأحيان حتى ساعات بعد منتصف الليل. وسجل صاحب محل في هذا الإطار أن القفطان والجلابة المغربية (رجالية ونسائية) من المنتوجات التي تعرف رواجا منقطع النظير خلال هذه الفترة، كما تنتعش مهن أخرى كمتعهدي الحفلات وشركات الأمن الخاص، وترتفع مبيعات الصحف، خاصة الوطنية التي تزود القراء بآخر أخبار نجومهم المفضلين.وبخصوص قطاع الفندقة، أكد رئيس غرفة التجارة والصناعة والخدمات في مراكش، كمال الدين فاهر، أن عدد السياح الوافدين على مراكش ارتفع بمناسبة الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم بنسبة 20 في المائة.