يشكل ديربي الرباط بين الفتح الرباطي والجيش الملكي قمة الجولة الثانية عشرة من الدوري الوطني بامتياز، وهو موعد مغاير عن سابقيه، فالعادة أن الفتح غالبا ما يستقبل الجيش بطلا، لكن الآية هذه السنة انعكست وأصبح الفتح هو الفريق النجم، في حين يعيش الجيش تذبذبا في النتائج، ويطمح إسوة بجمهوره إلى أن تكون البشرى بهزم الفتح، لأن هزمه يعني أن الفريق صحا من غفوته، خاصة وأن فريق رئيس العاصمة لم يهزم طيلة قصه لشريط الدوري الوطني هذا الموسم مما يعني أن هزمه يشكل الوسيلة المثلى لمصالحة الجماهير العسكرية الغاضبة. وفي مباراة لا تقل أهمية عن الأولى، يستقبل المغرب الرياضي الفاسي الذي يستعد لدخول منافسات كأس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بعدما بات رسميا مؤهلا لخوض المنافسة السالفة، الوداد البيضاوي الذي لم تستمر فرحته بهزم الرجاء سوى أيام معدودات حتى فوجئ بضربة موجعة قوامها هدفان ضد الفتح وطرد لاعبين هما النقطة البارزة في الفريق، باسكال وياجور، لذا فالفريق يتوق إلى أن يعود محملا بنتيجة إيجابية تبقيه مطاردا مباشرا لفرق المقدمة. ومازالت الانتصارات تجافي الإطار الوطني بادو الزاكي منذ أن جلس في كرسي بدلاء الكوكب المراكشي، وهو الجفاء الذي يبرر بكون الفريق في حاجة إلى تعاقدات جديدة تضخ دماء في روح الفريق، ويأمل الجميع أن تكون البداية ضد شباب الريف الحسيمي، الذي ليس أحسن من المراكشيين فالفريق بدوره يعاني سوء النتائج ويود لو يهزم المراكشيين حتى تنضج البذرة في ظل ما ينقل في الكواليس عن إمكانية إعادة مباراته ضد الوداد. ويرحل متذيل الترتيب شباب قصبة تادلة في مهمة مستحيلة إلى أكادير لمواجهة حسنية أكادير الذي استفاق في الجولات الأخيرة ويعتزم قبل أيام من فتح مرحلة الانتقالات الشتوية أن يحقق انتصاره الرابع هذا الموسم. وهو المطمح ذاته الذي يرنو إليه الدفاع الحسني الجديدي من خلال استقباله للمغرب التطواني الذي طالت معاناته مع النتائج السلبية ويمني مدربه النفس قبل أي وقت مضى بمعانقة فوزه الثالث هذا الموسم، فآخر فوز سجله الفريق يعود إلى الثالث من شهر أكتوبر، وهي مدة زمنية طويلة قد تكسر خلال مواجهة الجديديين الذين يتخبطون في أزمة مالية خانقة، فاللاعبون يحتجون وتارة يقاطعون التداريب، بل إن هناك من يتحدث عن أن الفريق سيكون مضطرا لبيع أبرز نجومه خلال الميركاتو المقبل لتجاوز أزمته. أما شباب المسيرة، الذي طلق النحس الذي لازمه منذ آخر انتصار في شهر أكتوبر الماضي بعد انتصاره في الجولة الماضية على وداد فاس، فيضرب موعدا هذه المرة مع فريق المهمات الصعبة أولمبيك آسفي الذي طالما فاجأ فرقا بعينها بعقر دارها، وقد يصعب مأمورية ممثل العيون. أما الرجاء، الذي بات يفتقد السرعة النهائية في الجولتين الأخيرتين، وتحول من منتصر إلى منهزم أو متعادل، فيسعى إلى توديع الشؤم بهزم وداد فاس الغاضب من الجامعة مهددا بالاعتذار من الدوري الوطني في حال لم تصحح الأمور.