نظمت الرابطة المحمدية للعلماء أول أمس بالرباط لقاء تواصليا بمناسبة إطلاق أول موقع على شبكتها خاص بالطفل في المغرب، سوف يرى النور نهاية شهر دجنبر الجاري، في أول مبادرة تقدم عليها مؤسسة علمية مغربية للانفتاح على الأطفال ضمن إطار رؤية تسعى إلى إدماج هذه الفئة المجتمعية في مسار التنمية الثقافية والدينية للمملكة، وتهدف إلى إشراك الأطفال في الاقتراب من الخصوصيات الحضارية والدينية للمغرب. وجاءت هذه المبادرة في أفق تغطية الخصاص الذي يشكو منه مجال الطفولة في المغرب، نظرا لغياب قنوات للتواصل والتنشئة الثقافية. وقال مسؤولون بالرابطة المحمدية للعلماء إن الملتقى التواصلي، الذي حضره العديد من الأطفال من مختلف الفئات العمرية والمستويات الدراسية إلى جانب الآباء والأمهات الذين شاركوا في تنشيط الملتقى، هدفه هو «إشراك الأطفال في تقييم الموقع قبل إطلاقه وأخذ مقترحاتهم وتوجيهاتهم بعين الاعتبار وإدخالها ضمن الخطة العامة لتطوير الموقع». وحضر الملتقى، إلى جانب الأطفال وآبائهم، ممثلون عن المرصد الوطني لحقوق الطفل ومديرية التعاون الوطني والمجلس الاستشاري لحقوق الإنسان ووكالة التنمية الفلاحية، إضافة إلى الجمعيات ذات الاهتمام بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمتخلى عنهم، كما حضره الإعلامي مصطفى ملوك الذي تحدث عن تجربته في إطلاق موقع الجزيرة للأطفال التابع لشبكة قناة الجزيرة القطرية، وقال ملوك إنه من خلال تلك التجربة تبين له أن غالبية الأطفال الذين كانوا يتواصلون باستمرار مع الموقع في العالم العربي هم من المغرب، معتبرا بأن ذلك يؤشر على ذكاء الأطفال المغاربة ورغبتهم في التواصل والاكتشاف. كما شارك في تنشيط الملتقى كل من الفنان نعمان لحلو، الذي أنشد مقطعا من أغنيته الجديدة الموجهة للأطفال تحت عنوان «راضية»، وقال إنه سيهدي الأغنية إلى أطفال الموقع عبر وضع الأغنية به لكي يتمكن جميع الأطفال من الاستماع إليها، كما شاركت في الملتقى الفنانة صفية الزياني التي تعرف إليها الأطفال من خلال مسلسل «حديدان»، والتي ألقت كلمة أعبرت فيها عن امتنانها للرابطة المحمدية في إطلاق موقع خاص بالأطفال في المغرب، وتحدثت عن تجربتها في التمثيليات الخاصة بالطفل في عقد الثمانينيات من القرن الماضي. وقال الدكتور أحمد عبادي، أمين عام الرابطة المحمدية للعلماء، إن الطفل اليوم «أصبح هو عماد المستقبل وبدونه لا يمكن أن تكون هناك تنمية أو تطور»، مؤكدا أن موقع الفطرة سوف يتجاوب مع جميع احتياجات الأطفال ويستمر في الإنصات لطموحاتهم ورغباتهم واقتراحاتهم. وأكد عبادي أن الإعلام أصبح يؤثر بإمكاناته الحديثة والمتطورة في حياة المجتمع بفاعلية واضحة، فقد بات معلما يقدم أفكارا وقيماً ومواقف حياة، وتجاهل دوره الخطير هو تجاهل للواقع المعاش بكل تفاصيله، ولهذه الأسباب يضيف عبادي ندرك أهمية وسائل الإعلام، وضرورة إصدار مجلة شهرية للطفل تكون وسيطا أساسيا بناءً، يثقّفه ويؤهله، ويبني شخصيته المستقبلية، مشيرا إلى أن الهدف الأساس يتمثل في بناء شخصية الطفل بناء متكاملاً، يجعله متميِّزاً ومبدعاً شكلاً ومضموناً، لتمكينه بالتعاون مع مختلف وسائل التربية في المجتمع، من مختلف المهارات التي يجب أن يتمتع بها «وبذلك يكبر الطفل مصقولاً بالعلم والمعرفة والإيمان، فضلاً عن الأخلاق الحميدة». وأبدى عبادي قدرة على التواصل مع الأطفال بلغتهم وأثار تصفيقاتهم خلال مداخلته قبل أن يعطي الكلمة لعدد كبير من الأطفال من الجنسين الذين أبدوا آراءهم واقتراحاتهم بخصوص نوافذ وأبواب الموقع الذي كان يظهر على شاشة كبيرة. ويتكون فريق العمل في الموقع من عزيزة بزامي رئيسة للتحرير ونوال الزاكي وسعيد النجمي في قسم التحرير وبدر الدين غازي في القسم التقني و حمزة قنار في القسم الفني والفنان نور الدين اقبابو رسام المجلة. وأبدى الأطفال ارتياحا كبيرا، خلال مداخلاتهم، لشخصية «عمي الطيب» التي يتضمنها أحد أبواب المجلة التي تمثل أسرة متعددة الأشخاص يشكل «عمي الطيب» رأسها وصاحب الاقتراحات والحلول للمشكلات، ولاحظ الكثير من الحاضرين أن تعاطف الأطفال مع هذه الشخصية يظهر أهمية ارتباط الأطفال المغاربة بالقيم العائلية وبكبير العائلة، وهي القيم التي كانت تطبع المجتمع المغربي، مؤكدين في نفس الوقت الحاجة إلى التركيز على هذه القيم في الثقافة الموجهة للطفل في المغرب.