طالب منعشون عقاريون، تحفظوا عن ذكر أسمائهم، بفتح تحقيق شامل حول ملابسات تفويتات طالت ملكا خاصا للدولة إلى جماعة محلية بفاس، ثم تحول إلى «خربة» قبل أن يفوت من جديد، في ظل ظروف لا تزال غامضة، إلى شركة خاصة وعدت بتحويله إلى مركب رياضي دولي للتنس مع استقدام أبطال ومدربين دوليين، لكنه تحول إلى فضاءات مفتوحة في وجه «نخبة» فاس الراغبين في «الترويح عن أنفسهم». وتبلغ مساحة هذا المركب الذي يوجد بأحواز منطقة بنسودة، وهي من قلاع العمدة شباط الانتخابية بالمدينة، حوالي 18 هكتارا. وطبقا للمصادر نفسها، فإن هذه القطعة كانت، في السابق، ضمن الملك الخاص للدولة، فوتت لجماعة زواغة والتي كان يترأسها، في تلك المرحلة العمدة الحالي للمدينة، بعدما تقدمت هذه الجماعة بطلب إلى وزارة الداخلية عبرت فيه عن رغبتها في اقتنائها لتحويلها إلى مركب رياضي وترفيهي ومخيم دولي. وتقدمت الجماعة، في الوقت ذاته، وبغرض تسديد القيمة المحددة لاقتناء القطعة، بطلب إلى صندوق التجهيز الجماعي تطلب منه قرضا بقيمة تقارب 5 ملايير سنتيم، تمت الموافقة عليه. وبدأت الأشغال التي توقفت في منتصف الطريق، وتحول المشروع إلى ما يشبه «خربة»، وظلت الجماعة تؤدي أقساط الدين وفوائده لصندوق التجهيز الجماعي، إلى أن «ارتقى» العمدة شباط من رئيس محلي إلى عمدة المدينة، فقرر المجلس الجماعي تفويت هذه المنشأة لشركة خاصة، لكن مبلغ التفويت حدد في حوالي مليار و686 مليون سنتيم فقط. وطبقا لقرار التفويت المؤرخ في سنة 2006، والذي يحمل توقيع وزارة الداخلية، فإن المجلس الجماعي فوت هذه المنشأة للشركة، بغرض إحداث أكاديمية دولية لكرة المضرب. وأسندت الوثيقة، التي حصلت «المساء» على نسخة منها، تنفيذ مقتضيات التفويت إلى رئيس الجماعة الحضرية لفاس. وعمل المسؤولون في المشروع الجديد، في بداية الأمر، على استقدام هنري لوكونط، البطل الدولي في كرة المضرب من جنسية فرنسية، لكن هذا البطل الدولي ذا الجنسية الفرنسية، لم يمكث في المدينة إلا بضعة أشهر، وقرر بعدها، وبشكل وصف بالمفاجئ، الرحيل عن المدينة وعن المشروع الذي لم ير النور بعد، مفضلا العودة إلى بلده حيث تخصص في القيام بمهام إعلامية في بعض القنوات الفرنسية، بعدما أكد المسؤولون عن المشروع، الذي وصف ب«الوهمي»، أن الهدف من استقدامه هو استقطاب لاعبين دوليين في المجال وتحويل مدينة فاس إلى «مشتل» لصنع أبطال مغاربة في كرة المضرب.