قوضت دراسة جينية جديدة الاعتقاد الشائع بأن عوامل التربية وأسبابا نفسية وقيم المجتمع والبيئة تقف وراء ظاهرة الخيانة الزوجية وتعدد العلاقات الجنسية، فقد أظهرت دراسة أمريكية جديدة أن ميل الأشخاص إلى الخيانة والعلاقات الجنسية العابرة يكمن جزئياً في جيناتهم. ونقل موقع «لايف ساينس» الأمريكي عن الباحثين أن نوعاً خاصاً من مورث المُستقبل 4 للدوبامين «دي إر دي 4» مرتبط بميل الأشخاص نحو الخيانة وممارسة العلاقات الجنسية العابرة. وكان الجين نفسه قد ربطت علاقته بالإدمان على الكحول والقمار وبالانفتاح على الأوضاع الاجتماعية الجديدة المتداخلة مع الليبرالية السياسية. وجمع الباحثون في دراستهم الجديدة تاريخاً مفصلاً للسلوك الجنسي وعلاقات 181 شاباً، كما جمعوا عيّنات من الحمض النووي أُخذت من خدود من شملتهم الدراسة وتم تحليلها. وأكد الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعتي «بينغامتون» و«نيويورك» «ما وجدناه هو أن الأشخاص الذين يمتلكون نوعاً من «دي إر دي 4» كان لديهم على الأرجح تاريخ من الجنس غير الملتزم الذي يضم العلاقات الجنسية العابرة والخيانة». وقد تبيَّن أن من لديهم هذا المتغيّر الجيني كان لديهم، على الأرجح، تاريخ من العلاقات الجنسية العابرة أكثر بمرتين تقريباً من الأشخاص الذين لا يوجد عندهم. كما توصلت باحثة أمريكية إلى أن هرموناً جنسياً هو الذي يدفع النساء الجميلات إلى خيانة أزواجهن أو عشاقهن. وأشارت الباحثة الدكتورة كريستينا دورانتي وهى أخصائية في علم النفس في جامعة تكساس الأمريكية، إلى أن النساء اللواتي لديهن هرمون «أويستراديول»، وهو أحد أشكال الهرمون الجنسي «أويستروجين» أقل رضىً والتزاماً حيال عشاقهن أو أحبائهن الحاليين، وهن لن يتورعن عن إقامة علاقة مع عشيق أو حبيب جديد تنطبق عليه المواصفات الذكورية أو الاجتماعية التي يبحثن عنها. وأضافت دورانتي أن النساء الجذابات يبحثن عن الشخص الذي تتوفر فيه شروط التزاوج العالية، مشيرة إلى أنه بسبب صعوبة العثور على شريك يوفر الأمور الأساسية للمرأة وتكون لديه جينات جيدة، فإنهن يُقمن علاقة تتراوح ما بين طويلة الأمد أو قصيرة مع رجال جذابين. وكانت دراسة سابقة أشارت إلى أن الهرمون النسائي «أويستراديول»، وهو شبيه بهرمون «توستيسترون» عند الرجال، يلهب شهوة المرأة للسلطة والتحكم في من حولها. وأكدت الدراسة أن الباحثين أخذوا عينات من لعاب 52 طالبة تتراوح أعمارهن ما بين 17 و30 سنة، خلال مرحلتين من مراحل دوراتهن الشهرية، من أجل قياس معدلات هرمونات الجنس لديهن، كما طلب من هؤلاء الإجابة عن أسئلة تتعلق بعلاقاتهن العاطفية، كما طُلب منهن الإجابة عن أسئلة تتعلق بجاذبيتهن، حيث تبيَّن أن المرأة التي تكون عالية الخصوبة صعبة الإرضاء ولا تميل إلى الإبقاء على علاقة مستدامة مع الزوج أو الشريك الذي تعيش معه. كما توصل الباحثون البريطانيون إلى أدلة علمية تثبت وجود عوامل وراثية معيَّنة وراء الخيانة الزوجية. فقد وجد العلماء في مستشفى «سان توماس» في لندن، بعد متابعة عدد من التوائم الإناث، أن نزعة الإخلاص والخيانة تكون قوية جدا بين التوائم الذين يحملون جينات متطابقة، فلو وُجدت الخيانة لدى إحدى امرأتين توأمتين، فإن نسبة أن تقع التوأم الأخرى في الخيانة تتجاوز 55 في المائة. وأشار الخبراء إلى أن بعض الجينات تعمل سويا وتساهم في حدوث الخيانة، ولم يثبت وجود جين واحد بعينه يكون المسؤول عن ذلك، منبهين إلى دور العوامل الاجتماعية وتأثيرها على حدوث الخيانة، خصوصا وقد أظهرت المسوحات أن 23 في المائة من النساء البريطانيات خائنات لأزواجهن. وأكد الخبراء أن رؤية أحد الوالدين يخون الآخر يعزز هذا السلوك عند الأبناء الذين سيقلدون آباءهم عندما يكبرون، وبالتالي يصعب في هذه الحالة تحديد ما إذا كان هذا سلوكاً مكتسباً أم سلوكاً موروثاً انتقل من الجينات الوراثية.