كشفت الأمطار الأخيرة عن سوء تدبير بعض المهندسين في المحمدية، الذين وافقوا على تحويل أرض هشة إلى تجزئة سكنية تصدعت وانهارت جدران منازلها وأساساتها بعد ليلة ماطرة، فقد تسببت الأمطار في تصدع أساسات بعض المنازل في حي «رياض السلام» وفي تصدع الجدران وانهيار بعضها وأضحى منزلان آيلين للسقوط. وقد تخلت 10 أسر في الحي المذكور عن منازلها وفضلت المبيت في الخلاء أو لدى بعض الأقارب، بعد أن بدأت التشققات والتصدعات تظهر في معظم جدران منازلهم، وكذا فوق الأرض والأزقة المحفرة المحيطة بها. وقد أصبحت بعض المنازل آيلة للسقوط، حيث وقفت «المساء» على التشققات الكبيرة لأربعة منازل، وعلى وضع المنزلين 140 و141 اللذين انحرفا عن مستواهما العمودي وباتا مهددين بالانهيار، علما أن حي «رياض السلام» هو من بين الأحياء السكنية التي بنيت حديثا (2004) في إطار محاربة دور الصفيح في المدينة وإعادة إيواء قاطني دوار «الشانطي الجديد» و»شانطي الجموع». ويتعلق الأمر ببقع أرضية مساحتها 72 مترا مربعا هيئت من طرف شركة العمران وتم بناؤها من طرف المواطنين المستفيدين. وقد انتقد السكان الذين أصبح أطفالهم عرضة للمرض، بسبب البرد والتشرد، تعامل السلطات مع حالتهم وكيف أنه حلت لجنة تقنية ووقفت على هول الكارثة، لتنسحب دون توفير أدنى حماية أو رعاية مؤقتة لهم أو حتى توفير ملجأ لهم، في انتظار التحقيق في أسباب تضرر وانهيار منازلهم التي تم بناؤها بعد حصولهم على قروض ودعم من بعض الأقارب والمحسنين. كما لم تتم برمجة أي إصلاحات لمنازلهم التي تضررت ليس بسبب البناء ولكنْ بسبب الأرض الهشة التي بني فوقها المشروع، حيث أوضح بعض السكان ل»المساء»، التي زارت الحي، أن مالك الأرض الأصلي أكد لهم أن الأرض التي بني فوقها مشروع «رياض السلام» كانت بركة مائية (ضاية) كبيرة لا تجف وأن الأرض كان يتواجد فيها بئر تم إغلاقه. كما أكد المالك لهم أن شركة أخرى سبق أن حلت بعين المكان من أجل تهيئة الأرض، لكنها تحفظت بسبب خطورة البناء فوقها وانسحبت. وأكد السكان أن المسؤولين رفضوا مساعدتهم وطلبوا منهم أن يبادروا إلى جلب خبير للوقوف على الضرر وتحديد الخسائر والأسباب. كما انتقدوا مسؤولي شركة «ليدِك» في المحمدية، الذين رفضوا مساعدتهم من أجل تصريف المياه في قنوات الصرف الصحي المغلقة، موضحين أن نسائهم هن من أصلحن قنوات الصرف، وأضاف بعضهم أنهم اتصلوا بالقناة الثانية، لتغطية وضعهم الكارثي لحظة وقوعه صبيحة الثلاثاء الأسود، كما عاودوا الاتصال بمسؤوليها عدة مرات طيلة الأسبوع لكن مكالماتهم كانت تواجَه بجواب موظفة أو موظف يدعوهم إلى الانتظار إلى أن ينقطع الخط دون جدوى.