نجح فريق الفتح الرياضي في الفوز لأول مرة في تاريخه والمرة الرابعة في تاريخ الكرة المغربية في الفوز بلقب كأس الاتحاد الإفريقي (ثاني المسابقات من ناحية الأهمية بالقارة الإفريقية)، وذلك بعد انتزاعه لانتصار مستحق على فريق الصفاقسي التونسي، بملعب الطيب المهيري، أمام قرابة 20 ألف متفرج. ونجح الفريق المغربي في امتصاص الضغط الجماهيري، وكذا ضغط اللاعبين التونسيين، الذين فوجئوا بالأداء الجيد وغير المنتظر للفريق الرباطي، واندفاعهم المبكر نحو مرمى الحارس التونسي حمزة الخلوفي. وقد تحكمت جملة من المعطيات في رسم معالم المباراة، كان أولها حرب التكتيكات التي دخلها المدربان، الحسين عموتة وبيرر لوشانتر، قبل وأثناء المباراة. فمدرب الفريق الأبيض والأسود انساق وراء الشراك الذي وضعه له عموتة خلال مباراة الذهاب التي دارت قبل أقل من أسبوع، وتحديدا عندما أقحم تشكيلة تختلف بشكل جوهري عن تلك التي أقحمها خلال مباراة الذهاب وكذا ضمن نهائي كأس العرش ضد الماص. كما تجلت حرب المدربين من خلال عدم كشف عموتة عن كامل نواياه خلال آخر حصة تدريبية شهدها ملعب الطيب المهيري، والتي تابعها أحد مساعدي لوشانتر. وهي الحصة التي اعتمد فيها عموتة على بعض التمارين الترفيهية، عوض اعتماد التكتيك الذي كان ينوي اتباعه خلال المباراة. وتواصلت هذه المعركة داخل رقعة الملعب، وعلى الأخص خلال التغييرات التي أجراها المدربان معا. فما إن أقحم المدرب التونسي اللاعب مامان إيسوفة ذي الميول الدفاعية، بهدف الحفاظ على نتيجة الانتصار، حتى رد عليه عموتة بإخراج مدافع هو أسامة الغريب، وعوضه بالمهاجم محمد الزويدي، صاحب هدفي التعادل والانتصار. أما الهدف الأول فسجله عبد الفتاح بوخريص، في حين سجل للتونسيين كل من حمدي رويد وكمال زعيم. ويعد هذا أول تتويج للفتح بهذا اللقب في مساره الرياضي، والمرة الرابعة في تاريخ الكرة المغربية. يذكر أن هذه هي المرة الأولى التي يخسر فيها فريق الصفاقسي لقب كأس الكاف، وذلك ضمن رابع نهائي يلعبه على هذا اللقب، حيث سبق له أن فاز في ثلاث مناسبات لعب خلالها المباريات النهائية.