قال الناطق الرسمي باسم الحزب الشعبي الإسباني المعارض إن المغرب سيجد في حزبه، في حال وصوله إلى الحكم في الانتخابات المقبلة، «الشريك والصديق الوفي المحترم والقريب الذي ينصت ويقول ما يراه حسنا وما يراه سيئا». وأضاف غوتافو دي أريستيغي، في حوار نشرته مجلة «القنطرة» الأسبوعية المغربية الناطقة بالإسبانية، في عددها الأول الذي صدر أول أمس، إن المغرب لا يجب أن يتخوف من حكومة يقودها الحزب الشعبي في إسبانيا، مضيفا أن العلاقات المغربية الإسبانية تتجاوز تغيير الحكومات في إسبانيا. وبخصوص تقييمه للسياسة الخارجية لحكومة خوصي لويس زباثيرو تجاه المغرب، قال أريستيغي إن وزير الخارجية السابق، ميغيل أنخيل موراتينوس، لم يكن واضحا حيال الإسبان والمغاربة وإن المشاكل التي وقعت بين البلدين، وبعضها خطير جدا، وقعت بسبب أن المغرب لم يكن يعرف بالتحديد مواقف مدريد، ومن ثمة لم يعرف كيف يتصرف. وحسب الناطق باسم حزب ماريانو راخوي، فإن كلا من المغرب وإسبانيا «يعرفان بعضهما البعض بشكل جيد وبشكل سيء، في نفس الوقت»، مشيرا إلى أن رئيس الحكومة الإسبانية «يقول كلمات جميلة لكنه لا يتخذ مواقف واضحة» بخصوص العلاقات مع المغرب. وحول مواقف حزبه من قضية الصحراء المغربية، قال أريستيغي إنه «لا يمكن أن تكون أكثر وضوحا مما هي عليه، وهي شبيهة بمواقف الحزب الاشتراكي العمالي»، الحاكم في مدريد، وأكد أن حزبه مع حل عادل ودائم لنزاع الصحراء «في إطار الشرعية الدولية، تحت مظلة الأممالمتحدة، حيث يكون هناك اتفاق تمثَّل فيه مختلف الأطراف». ووصف أريستيغي مبادرة الحكم الذاتي، التي كان قد تقدم بها المغرب لحل النزاع، بأنها «تقدم جوهري مقارنة بالمرحلة السابقة». وبخصوص مواقف المجتمع المدني الإسباني من نزاع الصحراء، قال أريستيغي: «إسبانيا بلد متنوع، حيث هناك تعددية في الآراء، ومن المؤكد أن هناك أشخاصا يوجدون في أقصى اليسار، الذي يتبنى أطروحة جبهة البوليساريو، وجميع الآراء هي آراء محترمة، عندما يكون ذلك مرتبطا باحترام القانون، أما في ما يتعلق بدور الحكومة، فإنها يجب أن تكون -بتعبير الملك محمد السادس في حواره مع جريدة إيل باييس عام 2005 - في إطار «الحياد الإيجابي»، إنه تعبير يجب أن نحييه من جديد، لأنه يعكس ما هو منتظر منا». وأضاف المسؤول الإسباني أن قضية الصحراء «ليست حكرا على جبهة البوليساريو وحدها، بل تهم كافة الصحراويين. هناك أشخاص غيروا مواقفهم وليست مهمتي قول ما هي نسبة هؤلاء، لكن ما هو واضح هو أن البوليساريو شيء والصحراويون شيء آخر». وبخصوص رؤيته للمغرب، قال أريستيغي إن «المغرب بلد مجهول كبير، وهناك العديد من الإسبان الذين لديهم ميل إلى أن يكونوا غير منصفين، وهذا في الحقيقة أمر مهين»، مضيفا أنه يجب مقارنة المغرب مع جيرانه «لمعرفة المكتسبات الكبيرة التي راكمها، إنه تاريخ نجاح يسوقه المغاربة بشكل سيء إلى العالم»، قبل أن يختم بالقول إن صورة الحزب الشعبي في المغرب «غير منصفة».