طرح إعلان عبد الإله بنكيران، الأمين العام الجديد لحزب العدالة والتنمية، عزمه تقديم استقالته من المكتب التنفيذي لحركة التوحيد والإصلاح عددا من التساؤلات حول مستقبل هذه الحركة التي تعد القلب النابض للحزب، رغم أن سلفه سعد الدين العثماني سبقه إلى هذا السلوك، ولم يخلف موقفه آنذاك عند انتخابه أمينا عاما لحزب العدالة والتنمية، خلفا لعبد الكريم الخطيب سنة 2004، نفس الصدى الذي أحدثه إعلان بنكيران. خطوة تقديم الاستقالة من مكتب الحركة من قبل هذين القياديين اعتبرها محمد الحمداوي، الرئيس الحالي للحركة، نوعا من التمايز في العمل على المستوى الدعوي والسياسي، مضيفا، في تصريح ل«المساء»، أن هذا المسار هو خيار تم اتخاذه عن قناعة ولم يكونوا مجبرين عليه. وحول طبيعة العلاقة التي صارت تربط الحركة بالحزب، أوضح الحمداوي أنها انتقلت من علاقة الاحتضان، التي وسمت الفترة التي أعقبت الاتفاق الذي جمعهم بعبد الكريم الخطيب سنة 1996، إلى علاقة شراكة. ونفى الحمداوي أن يكون هناك أي توجه لإضعاف الحركة، مضيفا، في السياق ذاته، أن حركته تضطلع الآن بدور تأهيل الإنسان وتربيته حتى يتسنى له خدمة بلده عبر إيلاء الأهمية للمجالين الدعوي والتربوي. لكن متتبعين لمساري الحركة والحزب رأوا في خطوة الاستقالة مقدمات لتحولات عميقة سيعرفها حزب العدالة والتنمية في المستقبل القريب. وقال يوسف بلال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة محمد الخامس بالرباط والمهتم بشؤون الحركات الإسلامية، إن خطوة استقالة بنكيران من المكتب التنفيذي للحركة الهدف من ورائها هو إحداث نوع من الفصل بين الدعوي والسياسي، وعدم الخلط بين دور الفقيه ورجل السياسة، ناهيك عن كونها تعد توجها نحو إعادة التأكيد على توزيع الأدوار من جديد. ويعتبر بلال أن العلاقة الحالية التي تربط الحزب بالحركة انقلبت فيها الصورة تماما، حيث صار الحزب هو الذي يتحكم في الحركة وليس العكس، وأن هذا التوجه تحكمت فيه عدة عوامل، منها ما هو داخلي ومنها ما هو مرتبط بتحولات المحيط السياسي للبلاد بعد أحداث 16 ماي 2003. لكن محمد الحمداوي، رئيس الحركة، يعتبر أن الأمر لا يعدو أن يكون تقاسما للأدوار، مشيرا إلى أن منطق العمل الشمولي الذي كانت تنادي به الحركة في السابق تم تجاوزه في المرحلة الراهنة بعد أن أثبت هذا الخيار فشله، مضيفا أنه إذا كان الإسلام دينا شموليا، فإن هذا لا يعني أن تنشأ حركة تقوم على هذا المبدأ، قبل أن يستطرد قائلا إن الإبقاء على تنظيم محوري وهرمي نظرية خاطئة.