اعترفت امرأة سعودية أمام سلطات التحقيق بحرق خادمتها الأندونيسية سوماتي سالان، وممارسة بعض أشكال التعذيب عليها، لأنها كانت مهملة في أداء واجباتها. وذكرت صحيفة «جاكرتا غلوب» الأندونيسية أن الحكومة السعودية وجهت اتهاماً رسميًا لصاحب العمل، الذي كانت تعمل لديه سوماتي، لكنها في الوقت نفسه لم تكشف عن هوية الجانية حتى الآن حيث تم حجزها في السجن. وأفادت الصحيفة الناطقة باللغة الإنجليزية أن المرأة السعودية أساءت معاملة الخادمة الأندونيسية على مدى الثلاثة أشهر الماضية، مما نتج عن ذلك آثار تعذيب وتشويه بجسد سوماتي الراقدة حالياً في مستشفى المدينةالمنورة منذ الثامن من نونبر الماضى. وأوردت الصحيفة أن المرأة قامت بإحراق ساقي خادمتها وأماكن مختلفة في جسدها، حيث تمت إزالة بعض أجزاء من الجلد في رأسها وشفتيها وقطع قرب العين. ونقلت الصحيفة عن سلطان بن دهاهيم، رئيس لجنة المحامين في المملكة، قوله إنه اتهم المرأة مع سبق الإصرار والترصد باارتكاب الاعتداء الجسدي على سوماتي. وذكرت الصحيفة أن نجل صاحب العمل في البداية اتصل بالشرطة للإبلاغ عن الاعتداء، وحاولت أمه خداع الشرطة بالادعاء بأن سوماتي كانت تحاول الانتحار. وكان مسؤول قد صرح الخميس الماضي بأنه من المقرر أن يتوجه وزير أندونيسي إلى السعودية بعدما أثارت أنباء عن تعرض الخادمة الأندونيسية لإساءة معاملة من قبل مشغليها غضبا في أندونيسيا. وأفادت الأنباء الواردة من السعودية بأن السلطات قامت باستجواب رب العمل بخصوص اتهامات بتعذيب الخادمة. وصرح مسؤول في السفارة الأندونيسية بالرياض لوكالات الإعلام الرسمية بأن الشرطة السعودية ترجح تعرض سوماتي لتعذيب شديد. وبالرغم من عدم صدور أي تعليق من قبل السلطات حول سير التحقيقات في ذلك الحين، فإن مسؤولين سعوديين تعهدوا في وقت لاحق بتحقيق العدالة في القضية. وقال الدكتور يحيى فاضل، وهو عضو بارز في مجلس الشورى السعودي، لموقع «بي بي سي» العربي إن العلاقة بين السعوديين وعمال المنازل الأجانب طبيعية. وأضاف «ستحقق السلطات الرسمية السعودية في الأمر، وسينال كل طرف جزاءه، فليطمئن الجميع إلى أن العدالة ستأخذ مجراها». واستدعت السلطات الأندونيسية سفير السعودية في جاكرتا أول أمس الثلاثاء للاحتجاج على ما زعم من إساءة معاملة سوماتي بينتي سالان، وما تردد حول تعرضها للتعذيب، وطالبت المملكة بالعمل على ضبط المذنبين للمثول أمام العدالة. وقال المتحدث باسم الخارجية مايكل تيني إنه من المقرر أن يتوجه فريق بقيادة وزيرة شؤون النساء ليندا جوميلار إلى المدينةالمنورة لضمان تلقي سوماتي معاملة طيبة ولتحقيق العدالة. وأعرب السفير السعودي عبد الرحمن بن محمد أمين الخياط عن «حزنه العميق» لما حدث لسوماتي، وقال إنه سيتم العمل على مثول المخطئين أمام العدالة. ولكنه أصر على أن حالات الإساءة للخادمات ليست منتشرة في البلاد. ونقل موقع «فيفا نيوز» الإخباري الإلكتروني عن الخياط القول إن «هناك أكثر من مليون عامل أندونيسي (في السعودية) ونستطيع أن نقول إن قضية سوماتي تمثل حالة نادرة». وحثت منظمة العفو الدولية السعودية ودول الخليج الأخرى على توفير مزيد من الحماية للعمال الأجانب في البلاد. وترقد الخادمة سوماتي سالان، وعمرها 23 عاما، في حالة مستقرة في مستشفى في المدينةالمنورة. وذكر الأطباء القائمون على علاجها بأن الخادمة وصلت المستشفى وبها إصابات في الوجه وآثار حروق. وكانت الفتاة ذهبت إلى السعودية قبل أربعة أشهر بحثا عن عمل.