أظهرت بيانات تجربة إكلينيكية أن دواء تجريبيا من إنتاج شركة «ميرك» ينتمي إلى فئة من الأدوية أثير حولها جدل هو آمن في ما يبدو وله أثر «مبهر» في زيادة نسبة الكوليسترول المفيد وخفض الكوليسترول الضار. وقال باحثون إن الدواء «أناسيترابيب» من إنتاج شركة «ميرك» زاد من مستويات الليبوبروتين عالي الكثافة، أي الكوليسترول المفيد، بواقع 138 في المائة، وهي نسبة مذهلة بعد 24 أسبوعا من العلاج وخفض مستويات الليبوبروتين منخفض الكثافة، أو الكوليسترول الضار، بواقع 40 في المائة لدى المرضى الذين يأخذون بالفعل أدوية لخفض الكوليسترول الضار. وقال الدكتور كريستوفر كانون، الذي قاد الدراسة من مستشفى بريجام في بوسطن: «الآثار (الدواء) على الكوليسترول مذهلة بالنسبة إلى النوعين». وقدم البيانات خلال اجتماع علمي لرابطة القلب الأمريكية في شيكاغو يوم الأربعاء الماضي. ولم يرصد الباحثون أي مسائل مثيرة للقلق في ما يتعلق بسلامة دواء «أناسيترابيب» خلال الدراسة التي استمرت 18 شهرا، كما أن المرضى الذين عولجوا بهذا الدواء واجهوا مشاكل بالقلب أقل ممن لم يعالجوا به. لكن حتى إذا ما استمر العمل لتطوير هذا الدواء دون أي مشاكل، فمن المرجح ألا تتمكن شركة «ميرك» من البدء في طرحه في الأسواق قبل خمس سنوات. وقال كانون إن الأمل الآن معقود على أن تقلص أدوية، مثل «أناسيترابيب» المخفضة لنسبة الكوليسترول، مخاطر القلب، وهو ما يحتاج إلى إثبات من خلال دراسة مفصلة تستمر عدة سنوات. وينتمي «أناسيترابيب» إلى مجموعة من المثبطات مثلت واحدة من أبرز الإخفاقات في تاريخ الأدوية. وأدت دراسة محورية حول دواء «تورسيترابيب»، وهو من إنتاج شركة «فايزر»، إلى وقفه عام 2006 بعد اكتشاف ارتفاع في حالات الوفيات بين من يأخذونه. ومضى كانون يقول إنه استنادا إلى البيانات التي توفرت خلال تجربة دواء «أناسيترابيب» «نحن متأكدون 94 في المائة من أن «أناسيترابيب» ليست لديه الآثار (الجانبية) الإكلينيكية ل»تورسيترابيب»». وكان الغرض من التجربة، التي شملت 1623 مريضا، هو إظهار أن «أناسيترابيب» ليست له آثار جانبية على تركيبة الدم وزيادة ضغط الدم مثل تلك التي أحدثها دواء «فايزر» كما اتضح من الدراسات المفصلة التي أجريت حوله. وقال كانون إنه مقارنة بالمجموعة التي لم تعالج بالدواء، لم تظهر لدى المرضى الذين أخذوا دواء «أناسيترابيب» أي أعراض جانبية، مثل ضغط الدم، ولا توجد أي مخاوف أخرى متعلقة بسلامة الدواء. وتابع كانون: «أجريت هذه التجربة حتى نتأكد بدرجة أكبر من أن الدواء آمن قبل إجراء تجربة ضخمة. هذا ما توصلنا إليه.. وهو أنه آمن في ما يبدو حتى الآن». وفي مستهل الدراسة، كان متوسط مستوى الكوليسترول المفيد لدى المرضى هو 40 مليغراما لكل ديسيلتر والكوليسترول الضار 80 مليغراما لكل ديسيلتر. وارتفع مستوى الكوليسترول المفيد لدى من أخذوا أناسيترابيب إلى 101 وانخفض الكوليسترول الضار إلى 45 مقارنة بالمجموعة الأخرى التي لم تعالج بالدواء التي ارتفع لديها الكوليسترول المفيد إلى 46 فقط، في حين انخفض مستوى الكوليسترول الضار إلى 77. مئات الوفيات بسبب علاج للبدانة أكدت دراسة طبية أن أقراص «ميدياتور»، التي كان بعض الأطباء يصفونها لذوي البدانة، قد تكون السبب في وفاة نحو خمسمائة شخص على مدى ثلاثة عقود في فرنسا. وحسب دراسة أجرتها الهيئة الفرنسية لمراقبة سلامة الأدوية وأعلنتها أول أمس، خضع 3500 مريض تعاطوا «ميدياتور» المستخدم في علاج السكري للعلاج في المستشفى بسبب تناول العقار الذي يعتمد على المادة الفعالة «بينفلوريكس» والذي لم تتداوله الصيدليات الألمانية على الإطلاق. ودعا وزير الصحة الفرنسي، إكسافييه برتراند، المرضى الذين تعاطوا هذا الدواء لأكثر من ثلاثة أشهر إلى استشارة طبيبهم. وتحظر فرنسا تداول عقار «ميدياتور» منذ نوفمبر الماضي. ولكن شركة «سيرفيير» الفرنسية، المنتجة للعقار، تطعن في هذه النتائج، مؤكدة أنها «ليست سوى استنتاجات قائمة على تكهنات». وبدأت شركة «سيرفيير» عام 1979 في إنتاج عقار يستخدم في علاج السكري، ولكنه كان يوصف أيضا، في كثير من الأحيان، لأصحاب الوزن الكبير كمثبط للجوع. ويقدر عدد الذين تعاطوا هذا الدواء منذ طرحه في الأسواق بنحو خمسة ملايين شخص. ويشبه العقار في تركيبته عقارا آخر ل»سيرفيير»، سحبته الشركة من الأسواق عام 1997، وحرك العديد من المرضى دعاوى قضائية ضدها. ورأى النائب الفرنسي المعارض، جيرارد بابت، أن هذه المسألة تمثل فضيحة للقطاع الصحي في فرنسا، مؤكدا أنه غير مفهوم السبب الذي منع فرنسا من حظر هذا العقار في وقت مبكر، مثلما فعلت غيرها من الدول، وتساءل: «هل كان ذلك للحفاظ على مصالح شركة «سيرفيير»؟». وقامت الوكالة الأوربية لسلامة الأدوية عام 2009 بدراسة العلاقة بين هذا العقار والإصابة بعيب في وظيفة أحد صمامات القلب، ثم أوصت بحظره في جميع الدول الأوربية.