تعرض المهاجر المغربي عزيز سوني، المقيم في إسبانيا، لاعتداء عنيف بالضرب والاعتقال في مدريد، يوم الخميس الماضي، ثاني أيام عيد الأضحى، من قبل سبعة حراس أمن خاصين لشركة مشرفة على مستشفى 12 أكتوبر بمدريد، تحت تسجيل كاميرات المراقبة للمستشفى الإسباني، بعدما كان يرغب في زيارة الطبيب من أجل إجراء بعض الفحوصات. وثارت موجة استنكار في أوساط الجالية المغربية بإسبانيا، عقب الاعتداء العنصري على المهاجر المغربي، ابن مدينة سلا، بالضرب وهو مكبل اليدين إلى الخلف وملقى على الأرض، حيث قام أحد الحراس بإغلاق فمه، بينما واصل بقية الحراس ضربه، على مستوى البطن والظهر، بالعصي وكذا عن طريق الركل بأحذية عسكرية، فضلا عن إسماعه كلاما نابيا وألفاظا عنصرية تمس جنسيته المغربية، وذلك كله تحت عدسات كاميرات مثبتة بمستشفى 12 أكتوبر بمدريد. وقال عزيز سوني ل«المساء» إن الاعتداء كان أمام مواطنين إسبانيين وأمام الأطفال، وإنه طلب المساعدة والتدخل من أجل إيقاف الضرب، لكن دون جدوى. وأمام تمادي حراس مستشفى 12 أكتوبر في الاعتداء عليه بعنف ووحشية ينمان عن كراهية مستحكمة، لم يعد يقوى على دفع الأذى عن نفسه وحماية جسمه من الضرب المنهال عليه، مما تسبب له في كسور خطيرة في أضلاع قفصه الصدري، وبالضبط في الضلعين 9 و10. وحاول الحراس اعتقال عزيز سوني واقتياده إلى مركز الحراسة في المستشفى لمواصلة الاعتداء عليه، لكن تدخل بعض رجال الشرطة الإسبانية حال دون حصول ما كان يخطط له الحراس العنصريون، حيث تم نقله إلى مخفر الشرطة، رفقة أخيه الذي حضر لمساندته، وهناك قام بتسجيل محضر ضد الحراس، بعد معاناة مع رجال الشرطة الإسبان الذين لم يستجيبوا لشكواه إلا بعدما تبين لهم أن شقيقه يتوفر على الجنسية الإسبانية. وقد صرح عزيز، في محضر الشرطة، بأنه حضر إلى المستشفى لإجراء فحص طبي، لكن أحد الحراس منعه من الدخول إلى مكتب الطبيبة لإجراء الفحص، وطلب منه أن يظل في الانتظار حتى يدخل الإسبانيون أولا، الشيء الذي دفع عزيز إلى أن يحتج على الحارس، ويطالبه بحقه، فما كان من الحارس إلا أن هدد المهاجر المغربي بواسطة عصا أمنية، مما أثار انتباه بقية الحراس الذين التحقوا بزميلهم للمشاركة في الاعتداء، بحماس تغذيه عنصرية مقيتة، ولاسيما عندما عرفوا أن هوية عزيز مغربية. وتوجه عزيز سوني إلى مستشفى آخر لإجراء بعض الفحوصات حول الإصابات التي لحقت به جراء الاعتداء العنصري للحراس الإسبانيين، تبين له على إثرها أنه تعرض لعدة كسور على مستوى أضلاع قفصه الصدري، تأذت منها بشكل كبيرة رئتاه. ويعتزم المهاجر المغربي اللجوء إلى القضاء الإسباني لإنصافه، وتعويضه عن الضرر، ومعاقبة المعتدين العنصريين. ومن أجل ذلك يطلب عزيز مساعدة المسؤولين المغاربة، سواء في الوزارة المكلفة بشؤون الجالية المغربية أو في سفارة المملكة بمدريد، بعدما جعله هذا الاعتداء الشنيع يفقد عمله ويتعرض لمشاكل صحية كبيرة. وأبرز عزيز أن المهاجرين المغاربة بإسبانيا يتعرضون لمضايقات كبيرة، جراء ما يقوم به الإعلام الإسباني من تشويه لسمعة المغرب على خلفية قضية وحدته الترابية وصحرائه المغربية.