نجح العلماء الذين يعملون على جهاز «صادم الهدرون العظيم،» أكبر مسرّع للجزيئات في العالم، للمرة الأولى يوم الجمعة الماضي، في إنتاج ما يعرف ب»مضاد المادة» في تطور غير مسبوق في تاريخ العلم، وصفه القائمون على المشروع بكونه «فتحا جديدا في الفيزياء،» في سياق سعيهم إلى التوصل إلى فهم نشوء الكون. وحسب الإعلان الرسمي الصادر عن مختبرات CERN التي تتخذ من جنيف مركزا لها، فإن العلماء تمكنوا من رصد ذرات من مضاد الهيدروجين في فخ مغناطيسي». وتعتبر مسألة فهم طبيعة «مضاد المادة» الأساس في التحقق من صحة نظرية «الانفجار الكبير»، وهو الحادث الذي أدى إلى نشوء الكون بعد إنتاج كميات متساوية من المادة و»مضاد المادة». وتكمن صعوبة رصد «مضاد المادة» من واقع أن وجودها يتعارض بشكل مطلق مع المادة، إذ كلما وُجدت جزيئاتهما في مكان واحد تبدأ عملية تدمير متبادل يتبعه دفق فائض من الطاقة. ولهذا السبب قام العلماء بإنتاج 28 ذرة من مضاد الهيدروجين في فخ مغناطيسي بهدف تجنب اصطدامها بجدران أنابيب جهاز «صادم الهدرون» التي تمتد لعدة كيلومترات.