أصدرت المحكمة الابتدائية في مدينة القنيطرة الأسبوع الماضي أحكامها في حق ثلاثة أشخاص وضعوا رهن الاعتقال الاحتياطي بالسجن المدني في المدنية نفسها، بعد اتهامهم بالاعتداء على قائد وأعوانه، عقب اندلاع مواجهات بينهم وبين رجال السلطة المحلية، التي كانت بصدد شن حملة ضد البناء العشوائي في جماعة «سيدي الطيبي» أحواز القنيطرة. وقضت هيئة الحكم بمتابعة الأظناء بما نسب إليهم، حيث أدانت كلا من «ع م» و«ط م» و«ع ب»، الموجودين في حالة اعتقال، بستة أشهر حبسا نافذا، فيما تم إخلاء سبيل المتهمة الرابعة «ع خ»، التي كانت النيابة العامة قد قررت متابعتها في حالة سراح بعد تبرئتها من التهم المنسوبة إليها. وكان المتابعون الأربعة في هذه القضية يواجهون تهم إهانة السلطة المحلية والاعتداء عليها أثناء قيامها بمحاربة البناء العشوائي مع إلحاق خسائر مادية بملك الغير، بعدما كان الأستاذ البقالي، نائب وكيل الملك، قد قرر في وقت سابق تمتيعهم بالسراح المؤقت وتأدية كل واحد منهم مبلغ 1000 درهم ككفالة، قبل أن يتم التراجع عن ذلك، في الوقت الذي لا زال البحث جاريا عن باقي المشتبه في تورطهم في الملف نفسه، بعدما حرر المركز القضائي، التابع للقيادة الجهوية للدرك الملكي بالقنيطرة، مذكرات بحث على الصعيد الوطني في حق كل من «م ب» و«ع م» و«ع د» و«ر ط» و«م» و«د ب»، المشتكى بهم أيضا في القضية ذاتها، حيث سبق للمحققين في هذا الملف أن انتقلوا إلى مقرات سكناهم دون أن يتمكنوا من العثور ليهم. وانطلقت فصول هذه القضية، حينما قاد عبد الحق القرفي، قائد قيادة «سيدي الطيبي»، في الواحد والثلاثين من الشهر المنصرم، حملة من أجل محاربة وهدم البناء العشوائي بدوار «أولاد نصر الغربية»، بمعية أعوانه وأفراد من القوات المساعدة، فبينما يؤكد أربعة من أعوان السلطة، الذين تم الاستماع إليهم بصفتهم ضحايا في محاضر رسمية من طرف عناصر الدرك الملكي، أنهم تعرضوا للاعتداء من طرف مجموعة من المواطنين أثناء محاولتهم مغادرة المكان بعد هدمهم 15 بناية غير قانونية، متهمين إياهم باعتراض سبيلهم، ومهاجمة قائد المنطقة عبر رشقه بالحجارة، وتكسير زجاج سيارات رجال السلطة، ومحاولة إضرام النار في إحداها، نفى المتهمون نفيا قاطعا كل ما ادعاه أعوان السلطة المذكورون، وأجمعوا على أنهم لم يقوموا بأي فعل جرمي يستوجب اعتقالهم، مشيرين إلى أنهم عبروا عن احتجاجهم لتأخر السلطات في استدعاء سيارة إسعاف لنقل «ع ب»، صاحب تلك البنايات المهدمة، التي تم تشييدها منذ سبع سنين، إلى المركب الاستشفائي الإدريسي، بعدما سقط مغشيا عليه من هول الخسائر التي لحقت بممتلكاته، قبل أن يتم اقتياده، رفقة باقي المتهمين، إلى مركز الدرك بعد تلقيه العلاجات الأولية.