حضر أعضاء المجلس الجماعي لمدينة مراكش إلى مقر مقاطعة «المنارة» بشارع محمد السادس صباح أول أمس الاثنين، للمصادقة على ميزانية 2010، لكنهم فوجئوا بتأجيل الاجتماع ومناقشة ميزانية 2011. وقد جاء بعض المستشارين الجماعيين، الذين ليس لهم علم بالرسالة التي وجهها بعض أعضاء المجلس الجماعي إلى عمدة المدينة، فاطمة الزهراء المنصوري، من أجل تأجيل عقد الشوط الثاني من دورة أكتوبر إلى ما بعد عيد الأضحى، إلى مقر انعقاد الدورة على أساس مناقشة الميزانية، ليجدوا القاعة المخصصة لذلك شبه فارغة إلا من بعض النواب الذين كانوا يخوضون في أحاديث جانبية و«تقرقيب الناب»، في حين توجه باقي أعضاء المجلس الجماعي، الذين كانوا على علم بقرار العمدة بتأجيل الدورة إلى ما بعد عيد الأضحى المبارك، إلى الأسواق من أجل شراء أضحية العيد ومستلزماتها. وقد كان الملفت للانتباه حضور القيادي في حزب الأصالة والمعاصرة، حميد نرجس، نائب العمدة، ورئيس مجلس الجهة في الوقت نفسه، في حين لم ير أي أثر لرئيسة المجلس الجماعي، فاطمة الزهراء المنصوري، التي من المفروض أن تفتتح أشغال الدورة. وفسرت مصادر ل«المساء» حضور حميد نرجس إلى مقر انعقاد الدورة بتوضيح الأمر لبعض الأعضاء، الذين كانوا في «دارغفلون» ولم يتوصلوا بخبر تأجيل الدورة، إضافة إلى تسجيل الحضور ومحاولة ضبط حالة الغضب التي تسود داخل العديد من المستشارين نتيجة رفض العمدة، التي أرسلت أحد نوابها لحضور انعقاد الدورة الاستثنائية لمجلس مقاطعة «المنارة» بدعوى أن «هذا الشأن هو من اختصاص المجلس الجماعي وليس مقاطعة المنارة» الأمر الذي أثار حفيظة عددا من المستشارين، إلى جانب رئيس مقاطعة «المنارة»، عدنان بنعبد الله الذي ينتمي إلى حزب العمدة. وكان الشوط الأول من دورة المجلس الجماعي لشهر أكتوبر قد صادق خلاله أعضاء المجلس الجماعي لمراكش بالإجماع على الجزء الأول من المداخيل، التي حصلّها المجلس خلال السنة الجارية، في الوقت الذي لم تخل هذه الدورة من بعض الانتقادات والأصوات المتعالية المنتقدة لتدبير بعض المرافق، والمطالبة ب«الضرب بيد من حديد» على بعض المؤسسات، التي تستغل مرافق المجلس دون تأدية أي درهم . وفي هذا الصدد استغرب بعض المنتخبين استخلاص مبلغ 1000 درهم فيما يتعلق باستغلال مراحيض سوق الجملة للخضر والفواكه، وكذا الرسوم المفروضة على تذاكر دخول المهرجانات الرياضية والمسابح الخاصة المفتوحة للجمهور. وتعليقا على هذا الرقم الهزيل جدا، قالت فاطمة الزهراء المنصوري، عمدة مدينة مراكش، في تصريح ل«المساء»، إن هذا المرفق «لم نتوفق في تدبيره بالشكل المطلوب»، مضيفة أن المشاكل التي وجدنا عليها العديد من المرافق، من بينها المسابح، «سنتخذ فيها إجراءات قوية بخصوص منافذ تبذير مداخيل هذا المرفق الحيوي بالمدينة الحمراء». واقع تبذير أموال هذا المرفق وصفته وثيقة داخل المجلس ب«تغيير وجهة مداخيل لحسابات شخصية»، وهي العبارة التي طالبت ميلودة حازب، رئيسة مقاطعة النخيل، بتوضيح بشأنها.