اهتزت مدينة سلا الأحد الماضي على وقع جريمة قتل بشعة خلقت الرعب في حي الانبعاث والأحياء المجاورة له. كما خلفت استنكارا من لدن الساكنة، بعدما تلقى شاب في الثلاثين من عمره، يسمى محمد بوخريص، طعنة غادرة في البطن، من طرف جاني المسمى (ع.ح)، الذي يبلغ من العمر 17 سنة، و الذي كان يحمل سكينا كبيرة الحجم. وقد تمكنت الشرطة القضائية، صباح أول أمس الاثنين من إلقاء القبض على الجاني(ع.ح)، بمشاركة جميع المصالح الأمنية، على صعيد المنطقة الأمنية الاقليمية لسلا، بعدما قامت بتحريات مكثفة طيلة ليلة الأحد الماضي، وصباح أول أمس في جميع الأحياء المجاورة، وعلى صعيد المدينة. وقد تم نقل الجاني إلى المركزية الأمنية للتحقيق معه، وتقديمه للعدالة. الجريمة وقعت ليلا في شارع واد الرمان بالقرب من مسجد الرتيمي بحي الانبعاث أمام أعين المواطنين، وبالقرب من المقاهي التي كانت مملوءة بعشاق الدوري الإسباني، الذين كانوا يتابعون مباراة ريال مدريد، الشيء الذي خلق اضطرابا لدى المتفرجين عقب طعن الضحية في بطنه، إذ صرخ صرخة قوية هزت جماهير ريال مدريد وبرشلونة معا، وخلقت صدمة لدى المواطنين الذين قاطعوا مقابلة الريال، وحاول البعض منهم مطاردة الجاني الذي لاذ بالفرار بعدما قضى على مورد رزق أسرة الضحية الصغيرة. وحضرت السلطة المحلية وأعوان السلطة إلى مقاطعة دوار السهلي، ليتم الاتصال بالمصالح الأمنية والإسعاف على وجه السرعة عقب سماع خبر الجريمة، حيث تم نقل الضحية على متن سيارة إسعاف الوقاية المدنية إلى مستشفى مولاي عبد الله بسلا لإنقاذ حياة الضحية، لكن طعنة الجاني كانت قاتلة، إذ لفظ أنفاسه قبل حضور أهله وذويه. وتعود وقائع الجريمة بعدما حاول الجاني (ع.ح) المعروف بسلوكه السيء سرقة سكين صغيرة الحجم من عربة الضحية بوخريص، فتدخل وحاول استعادة بضاعته، الشيء الذي جعل الجاني يدخل معه في مشادة كلامية، ووجه إليه طعنة غادرة ومفاجئة في بطنه بواسطة سكين كبيرة الحجم، كان يحملها معه لاصطياد ضحايا آخرين. ويقطن الضحية بوخريص بحي الانبعاث، وكان معروفا بسلوكه الطيب، وينشط في تجارة المعدات المخصصة للإصلاحات الالكترونية، و بعض المعدات المستعملة في عيد الأضحى على متن عربة صغيرة متنقلة وسط شارع واد الرمان. للإشارة، فإن هذه هي الجريمة الثالثة التي تقع في حي الانبعاث لثالث سنة على التوالي مع حلول عيد الأضحى، الشيء الذي جعل فعاليات المجتمع المدني تطالب الجهات المسؤولة والإدارة العامة للأمن الوطني ووزارة الداخلية، في عدة مناسبات، بإحداث ولاية أمنية خاصة بسلا مستقلة عن ولاية أمن الرباط، سيما أن ساكنة مدينة سلا تتجاوز مليوني نسمة.