قالت جمعية «الطريق إلى الأمل»، وهي جماعة مستقلة تضم عددا من النشطاء الذين يسعون إلى كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة، إن قوات كوماندوز يونانية اقتحمت سفينة الشحن الهاربة من ليبيا، والتي كان يفترض أن تنقل مساعدات قافلة «الأمل» الدولية المتجهة على قطاع غزة. وكان ربان السفينة فر بها من ميناء درنة (شرق ليبيا) وعلى متنها 3 رجال من أفراد الشرطة الليبية، بينهم المسؤول المكلف بميناء درنة بالإضافة إلى عشرة نشطاء من بريطانيا وإيرلندي وجزائري ومغربي. وكان ربان السفينة، وهو أوكراني الجنسية، قد تراجع عن قراره بالذهاب إلى غزة بعد مفاوضات مع الناشطين الإنجليز باءت بالفشل، وذلك تنفيذا لأوامر مالك السفينة، وهو يوناني الجنسية، خوفا من احتجازها من قبل إسرائيل، على حد قول الربان، كما فعلوا مع قافلة «أسطول الحرية» مؤخرا. وكانت صحيفة «قورينا» الليبية قد نقلت عن مصدر مطلع قوله إن الربان قد أتلف شبكة الحواجز داخل الميناء وفر هاربا إلى عرض البحر بعد أن تلقى أوامر من مالكها بالمغادرة يوم الخميس الماضي. وأضاف المصدر أن الربان حمل معه الناشطين داخل السفينة وطالب بإصلاح الأضرار التي لحقت بها أثناء محاولتها الفرار من ميناء درنة. وأوضحت منظمة «الطريق إلى الأمل»، حسبما نشرته صحيفة «قورينا» على موقعها، أنه كان من المفترض أن تبحر السفينة -التي ترفع علم مالطا، وعلى متنها طاقم مكون من 16 شخصا- من ليبيا إلى مصر حيث كان سيتم نقل المساعدات برا إلى غزة. ولكن عقب الخلاف بين ربان السفينة اليوناني وأحد الوسطاء، جرى التخلي عن شحنة المساعدات وقرابة 70 متطوعا في ليبيا، وأبحرت السفينة إلى ميناء بيرياس اليوناني. وقال المتطوعون إن الربان كان يخشى ألا يدفع له الوسيط 90 ألف دولار في مقابل الرحلة إلى غزة، وكان الربان قد اتفق مع الناشطين على نقل المساعدات إلى غزة، وطالب في بداية الأمر بمبلغ 75 ألف دولار نظير شحن القافلة في اتجاه قطاع غزة، ولكنه تراجع واعتبر أن المبلغ مجرد ثمن لإصلاح الأضرار التي لحقت بالسفينة. يذكر أن منظمي رحلة «قافلة الأمل» أعلنوا أنه سيتم نقل ما تبقى من شحنة السفينة الهاربة، على متن سفينة أخرى إلى غزة. وقال إيلي ميرتون، الناطق باسم جمعية «قافلة الأمل» في العاصمة البريطانية لندن، إن النشطاء على متن السفينة «بخير ولم يصابوا بأذى»، وإنهم ينتظرون حاليا قرار أثينا لتحديد وضعهم القانوني، بعد أن رست السفينة التي تقلهم في ميناء بيرياس اليوناني. وأضاف ميرتون، في حديث إلى شبكة ال«سي إن إن»، أن قائد السفينة «جن جنونه» واختطف النشطاء، مضيفا أن جميع من كان على متن السفينة «أصيب بالدهشة والذهول»، مؤكدا أنه كان يتواصل معهم طوال الوقت عبر الرسائل النصية وموقع «فايسبوك». وشدد ميرتون على أن نشطاء الجمعية الذين ظلوا في ليبيا بعد إبحار السفينة «مصرون على مواصلة الطريق إلى غزة والوصول إليها قبل حلول عيد الأضحى وإيصال المساعدات إلى المحاصرين في القطاع». وكانت عملية الاحتجاز قد وقعت على متن السفينة اليونانية «ستروفادس،» وهي إحدى السفن العاملة ضمن القافلة التي تنظمها جماعة «الطريق إلى الأمل». وقالت الجماعة، في بيان على موقعها الإلكتروني آنذاك، إن عشرة من أعضاء القافلة، ستة بريطانيين ومواطنان من إيرلندا وجزائري ومغربي، تم احتجازهم كرهائن على متن السفينة، كما أشارت إلى أن ثلاثة مواطنين ليبيين آخرين ضمن الرهائن، وهم مدير ميناء «درنة» واثنان من ضباط الميناء. ووفق ما ذكرته صحيفة «ليبيا اليوم»، فقد تم الاتفاق مع مالك السفينة على نقل «قافلة الأمل» من الميناء الليبي إلى الميناء المصري، بعدما رفضت السلطات المصرية وصول أعضاء القافلة إلى العريش برا، مقابل 75 ألف دولار. وبالفعل، تم تحويل المبلغ إلى وكيل السفينة في مصر، إلا أن المالك عاد ليطلب زيادة المبلغ بثمانية آلاف دولار إضافية، ووافق منظمو القافلة على الطلب وجرى تحويل المبلغ الإضافي أيضا، إلا أن مالك السفينة تعلل بعدم ثقته في الوكيل المصري وطلب استلام المبلغ قبل مغادرة «درنة.» وأثناء قيام سلطات الميناء الليبي بإنهاء إجراءات سفر أعضاء القافلة، وعددهم 66 ناشطا من تسع جنسيات، فوجئ منظمو القافلة بقائد السفينة يبحر بها مغادرا الميناء، دون أن يحصل على إذن بالمغادرة.